
توستاو يشكك بقدرة البرازيل على مضاهاة الأوروبيين
ساو باولو - شكّك أسطورة كرة القدم البرازيلي توستاو في مقابلة مع وكالة فرانس برس بقدرة منتخب بلاده، بطل العالم خمس مرات، على مضاهاة الأوروبيين خلال مونديال قطر الذي ينطلق الأحد.
وتطرق ابن الـ75 عاماً الذي كان ضمن الفريق الحلم الفائز بلقب مونديال 1970 بقيادة الأسطورة المطلقة بيليه، الى مشاركة الجارة اللدودة الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي، مواطنه زميل الأخير في باريس سان جرمان الفرنسي نيمار، والكرة الحديثة.
لماذا تشكك بوضع البرازيل كمرشحة للفوز باللقب؟
"الفريق يبدو صلباً جداً، لكن خلال الأعوام الأربعة الأخيرة لم يواجه سوى خصوم من أميركا الجنوبية، مع خوضه بعض المباريات الودية مع منتخبات آسيوية وإفريقية أقل شأناً منه. لم تلعب البرازيل ضد أي فريق أوروبي جيد، لهذا السبب تعززت شكوكي. تغلبت الأرجنتين عليهم في نهائي كوبا أميركا 2021.
هناك العديد من الفرق القادرة على الفوز بكأس العالم، والبرازيل على وجه الخصوص. لقد تطور بعض الشباب بشكل جيد العام الماضي. فبالإضافة الى نيمار و 'كبار السن' مثل ماركينيوس وتياغو سيلفا اللذين لا يزالان في حالة جيدة، لدينا فينيسيوس جونيور ورافينيا. إنه فريق منظم لكن الشكوك ما زالت تراودني. فالبرازيل بدت جيدة جداً قبل انطلاق كأس العالم الماضية وخرجت على يد بلجيكا (من ربع النهائي 1-2)".
هل يستطيع نيمار إزالة هذه الشكوك؟
"نيمار ظاهرة، اللاعب الرئيسي في البرازيل. لم يكن لديه نفس الاستمرارية التي تميز بها اللاعبون العظماء الآخرون. تعرض للإصابات خلال المونديال وعانى من بعض المشاكل خارج الملعب ومن مشاكل الثبات في المستوى، لكنه لاعب استثنائي".
هل باستطاعة ميسي أن يصبح أفضل لاعب في التاريخ خلال مونديال قطر؟
"ميسي هو ثاني أفضل لاعب في التاريخ بغض النظر عما سيحصل في كأس العالم، لأنه يلعب على مستوى عالٍ جداً وهو يقدم أداء مذهلاً منذ 15 عاماً مع ثبات مبهر. لكن بيليه كان أكثر كمالية لأنه، بجانب الموهبة والفنيات، كان قوياً جداً بدنياً. سيقدم ميسّي كل ما لديه لشعوره بأن الأرجنتين قد تحسنت، كما حال نيمار مع البرازيل".
وبخصوص كريستيانو رونالدو؟
"فرض نفسه أفضل هداف في الكرة العالمية، لكن هذا لا يعني بأنه أفضل لاعب في التاريخ لأن كرة القدم لا تلخص بالأهداف فقط. يعاني في الوقت الحالي من مشكلة الثبات في المستوى، لكن لديه آفاق جيدة في قطر إذا نجح في المحافظة على مستوى عالٍ".
هل باستطاعة كيليان مبابي الانضمام الى نادي العظماء؟
"لقد أذهلنا في روسيا قبل أربعة أعوام (بقيادة فرنسا الى اللقب). إنه أحد أفضل خمسة لاعبين بفضل سرعته وفنياته. لا يحتاج للتألق أو الفوز بلقب للبقاء بين الأفضل".

من هي المنتخبات الأوفر حظاً للفوز باللقب؟
"البرازيل والأرجنتين وفرنسا هي الأوفر حظاً وهناك أيضاً ألمانيا وإسبانيا والبرتغال وبلجيكا وهولندا. تملك البرازيل وفرنسا لاعبين أفضل نوعية من الأرجنتين، مما يمنحهما بعض الأفضلية".
من بإمكانه خلق المفاجأة؟
"في كل بطولة بنظام خروج المغلوب أو في كل كأس عالم، يتكرر مشهد فوز فريق أقل شأناً على فريق أكبر منه. أتساءل كيف لا تحصل مفاجآت كبرى في كأس العالم؟ كادت أن تحصل مع كرواتيا (عام 2018 في روسيا حين وصلت الى النهائي وخسرت أمام فرنسا). لا أتوقع أن يحدث ذلك في قطر لأن أحد المرشحين الثمانية سيفوز".
لماذا يهيمن الأوروبيون على كرة القدم؟
"القوة الاقتصادية. في أوروبا، هناك كرة قدم أكثر تنظيماً واحترافية وهم يتعاقدون مع أفضل اللاعبين ويمكنهم تطوير كل من الجانب العلمي والهيكلي".
هل تسير الكرة الجميلة في طريق الانقراض؟
"لقد تغيرت كرة القدم، فهناك أسلوب لعب واستراتيجيات حديثة ولاعبون رائعون. يحاول 'سيليساو' اللعب بهذا الأسلوب الحديث، مثل البرتغال وإنكلترا وألمانيا.
هذه الذكرى من برازيل الستينات، الكرة الاستعراضية، باتت من الماضي. هناك طريقة لعب معينة فرضت نفسها منذ 20 عاماً. لا شيء يسير الآن إذا لم يكن هناك نجم. بعد الاستراتيجية، يبقى الأهم جودة اللاعب. اليوم، البرازيل تملك لاعبين جيدين ولهذا السبب يمكنهم المنافسة على اللقب.
قال بيليه إن كرة القدم في يومنا هذا باتت أكثر صعوبة، لكن أسلوب اللعب القديم كان أكثر متعة. هل توافقه الرأي؟
"جزئياً. ليس هناك أي شك بأن كرة القدم في تلك الحقبة كانت أكثر جمالية وإثارة. ومع ذلك، كان لدى البرازيل في السبعينات الكثير من كرة القدم الحالية: الإستراتيجية، التكتيكات، التنظيم. اليوم باتت أكثر تنظيماً لكن هناك أيضاً الكثير من الشعرية واللاعبين الاستعراضيين مثل نيمار وميسي".
ما رأيك بقطر كدولة مضيفة؟
"لكل دولة الحق في استضافة البطولة ما دامت تستوفي الشروط الفنية، الشروط الأمنية، وما الى ذلك. الآن، ما يقلقنا هو الأخبار المتعلقة بحقوق الإنسان في هذا البلد. يجب أن توجه لهم الانتقادات، لأن ذلك ليس سوياً، ليس إنسانياً، إنه ليس جيداً لكرة القدم".