
ثلاثة عقود من الإبداع في الأدب والصحافة الثقافية في مسيرة أسامة الماجد
تأتي مسيرة الأديب والناقد والكاتب البحريني أسامة الماجد وكأنها استعادة لسيرة والده الأديب الكبير محمد الماجد الذي يوصف بأنه كان "مؤسسة ثقافية كاملة".حيث استقى حب الأدب والصحافة من والده– رحمه الله - والذي كان ينصحه ويشجعه دائماً على القراءة والكتابة والثقافة.
ويتميّز أسامة الماجد بين أبناء جيلهب امتلاكه للكثير من أدوات الإبداع في مجالات عدة منها: القصة والكتابة الاذاعية والتليفزيونية بجانب العمود الصحفي، وإخراج الأفلام الوثائقية، بجانب عمله كرئيس لقسم الثقافة والفنون بصحيفة البلاد اليومية الصادرة في المنامة.
وإضافة إلى إبداعاته في مجال الأدب، فإن له إسهامات في مجال الفنون والنقد السينمائي والمسرحي، وهي العطاءات التي أهّلته لنيل العديد من الجوائز والتكريمات الرفيعة.
وإذا كان الإبداع القصصي لأسامة الماجد محل أنظار الكثير من الكتاب والنقاد، فإن مؤلفاته التي تغطي الكثير من مجالات الثقافة والمعرفة جذبت هي الأخرى اهتمام المثقفين والقراء في البحرين ومنطقة الخليج والعالم العربي.
وتنشر الإبداعات القصصية للكاتب البحريني أسامة الماجد في العديد من الصحف والدوريات البحرينية والعربية، وقد حقق مسلسله الكوميدي "يوميات أم سحنون" الجائزة الذهبية ثلاث مرات في مهرجاني الخليج والقاهرة للإذاعة والتليفزيون، وقد تفرّد في ترجمته لأعمال الفيلسوف الهندي "أوشو" وتألقه في العديد من المهرجانات السينمائية والمسرحية والثقافية البحرينية والخليجية والعربية والدولية التي كان مشاركا بها على مدار رحلته مع الأدب والنقد والصحافة والثقافية، وكذلك إسهاماته الواضحة في الفن والمسرح البحريني.
ويحرص أسامة الماجد من خلال عموده الصحفي "سوالف" الذي يواصل كتابه على مدار عقدين من الزمان، وبدأه من صحيفة "الأيام"، وانتقل به إلى صحيفة "البلاد"، يحرص على التعبير عن نبض الشارع البحريني والخليجي والعربي، ويعمل على أن تعكس كتاباته هموم المواطنين وأن تكون كلماته بمثابة سلاح يدافع به عن وطنه وعن عروبته، معتزا في كل ذلك بترحيب حكومة بلاده بالنقد البناء، وتشجيعها للأقلام الوطنية التي يرى بأنها شريكة في بناء الوطن وتحقيق نهضته.
وبحسب روايته، فقد نشأ أسامة الماجد في بيئة أدبية وصحفية وتعلّق بقراءة الكتب والروايات منذ نعومة أظافره، وأحبّ القراءة وعشق المسرح والسينما والقصة والرواية والشعر وهو في سن مُبكّرة، حيثقرأ رواياتالروسي فِيُودُور مِيخَائيلُوفِتْش دُوسْتُويَفِسْكِي وهو لم يتجاوز الخامسة عشر عاماً من عمره.
وفي كتابه "أبواب عالقة. أحاديث في الثقافة والفنون"، يستحضر أسامة الماجد، مسيرته في عالم الصحافة الثقافية، جامعا على أغلب ما نشره في الصحافة من انطباعات ونقد وقراءات لمختلف الأنشطة والفعاليات، وكذلك الحوارات الصحفية التي أجراها مع عدد من الأدباء والفنانين، وذلك من خلال ثلاثة فصول ضمها الكتاب المكوّن من 360 صفحة من القطع المتوسط، حيث حمل الفصل الأول عنوان "محكمة صغيرة"، وضم هذا الفصل نصوص الأعمدة الصحفية التي كتبها، والتي تُمثّلُ خلاصة أفكاره في مختلف أوجه النشاط الثقافي، وجاء الفصل الثاني بعنوان "من إحدى الزوايا"، واحتوى على مجموعة من المقالات النقدية عن السينما والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية، فيما حمل الفصل الثالث من الكتاب عنوان "بقعة ضوء صغيرة"، وجمع فيه أسامة الماجد مجموعة من الحوارات الصحفية مع نخبة من الأدباء والمثقفين.

ويترقب الأديب والناقد والكاتب البحريني أسامة الماجد صدور كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "الروح العاشقة للسينما"،ويحتوي على مجموعة من المقالات التي تندرج تحت ما يسمى بالنقد التطبيقي لعدد من الأفلام التي شاهدها "الماجد" وتميزت بسحرها وشكلها الجمالي والمهارة التقنية والمحتوى الفكري، ويفرد الكتاب مساحة للمخرجين العظام وصانعي الأفلام العباقرة الذين تركوا علامات في طريق السينما العالمية، كـ"فلليني، وكوروساو، واندريه فايدا، وآلان رينيه، ويوسف شاهين، وانغمار برغمان، واندريه تاركوفسكي، ومحسن مخملباف، وغودار"، وبعض المواضيع حول الثقافة السينمائية.