جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة تستقر على 11 فائزا

عدد المخطوطات المشاركة هذا العام يبلغ 62 مخطوطاً جاءت من 12 بلدان عربياً تتوزّع على الرحلة المعاصرة والمخطوطات المحقّقة واليوميات والرحلة المترجمة والرحلة الصحافية.

لندن – أعلن المركز العربي للأدب الجغرافي - ارتياد الآفاق الاربعاء في أبوظبي ولندن عن نتائج الدورة الحادية والعشرين من "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" للعام 2022-2023 ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح.

وفاز أحد عشر كاتباً ومحقِّقاً ومترجِما من المغرب ومصر والأردن وتونس وفلسطين والسعودية بالجائزة التي تُمنَح منذ عام 2003، وهي تكرّم سنوياً "أفضل الأعمال المحقّقة والمكتوبة في أدب الرحلة".

وفي فئة "الرحلة المحقّقة"  فاز كلٌّ من نهى عبدالرازق الحفناوي من مصر عن "حقيقة المجاز إلى الحجاز" لصلاح الدِّين خليل بن أيبك الصَّفَدِي، وكوثر المهدي عيد الرواضية من الأردن عن "زُبْدةُ الآثار فيما وقَعَ لجامعِه في الإقامةِ والأَسْفار" لمحمد بن أحمد بن محمد بن جمال الدين سُكَيْكر الحَنَفيّ الدِّمشقيّ الحلبيّ، ومواطنها عامر سلمات أبو محارب عن "الدُّرَرُ البهيَّة في الرِّحلةِ الأُوروبيَّة" لمحمود أفندي عُمَر الباجوريّ، وكوثر أبو العيد من المغرب عن "الرحلة الحجازية" لمحمد بوشعرة.

وفي فرع "الرحلة المترجمة"، نال الجائزة عملان، هما: "رحلة المغربي في مجاهل أميريكا" لـ كابيزا دي فاكا، وترجمه عن الإنكليزية وقدّم له عبد القادر الجموسي من المغرب، و"محور الذّئب: من سيبيريا إلى الهند على خطى الفارّين من الغولاغ" لـ سيلفان تيسّون وترجمه عن الفرنسية وقدّم له أبو بكر العيادي من تونس.

أمّا في فرع الرحلة المعاصرة (سندباد الجديد)، فقد نال الجائزة كلّ من كتاب "على جناح دراجة.. من طنجة إلى باريس" لعائشة بلحاج من المغرب، و"الطريق إلى كريشنا.. رحلات في كشمير والهند" لسناء كامل أحمد شعلان من فلسطين.

وفي فرع "الدراسات" اسندت الجائزة إلى كلّ من "البلاغة العمياء.. بحث في الخيال الرحليّ عند طه حسين" لممدوح فراج النابي من مصر، و"المثاقفة وإشكالية المركزية الشرقية.. الرحلات الحجازية المغربية في القرن 12هـ/18م" لخالد الطايش من المغرب، و"شعرية النصّ الرحليّ.. تجارب سعودية في أدب الرحلة" لسالم محمد الضمادي من السعودية.

من جهة أُخرى، نوّهت لجنة التحكيم بمجموعةٍ من الكتب، موصيةً بنشرها: "منطق التأويل في أشكال التمثيل الدبلوماسي" للطائع الحداوي، و"مدائن معلَّقة (تدوينات العابر)" لياسين عدنان، و"تونس الزرقاء/ ست رحلات في الربيع والشتاء" لوارد بدر السالم، و"سقطرى: أسرار العزلة" لعامر طهبوب، و"مُوجَزُ الرِّحْلَتَيْنِ فِي اقْتِفَاءِ أَثَرِ مَوْلَانَا ذِي الْجَنِاحَيْنِ" لسردار عبد الله، و"رحلة الجيلاني: سَفيرُ المرتادِ ورَائدُ الإسعَادِ لرحلة الزيارة لحضرة سيد الأسياد وحبيب ربّ العباد 1089 ـ1090هـ ــ 1678ـ 1679م" وهي من تحقيق ودراسة كلّ من أحمد جمعة عبد الحميد ويحيى زكريا السودة، و"الحِجاجُ في أدب الرّحلة: دراسة بلاغيّة حجاجيّة لرِحْلَةِ ابنِ فَضْلان" لكريم الطيبي.

وضمّت لجنة تحكيم الجائزة كلّاً من عبد النبي ذاكر، وخلدون الشمعة، وعبد الرحمن بسيسو، وأحمد برقاوي، وشعيب حليفي، ومريم حيدري، وتيسير خلف.

وبلغ عدد المخطوطات المشاركة هذا العام بلغ 62 مخطوطاً جاءت من 12 بلدان عربياً، توزّعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحقّقة، واليوميات (واليوميات المترجمة)، والرحلة المترجمة، والرحلة الصحافية.

وجرت تصفيةٌ أولى تمّ بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العِلمية المنصوص عليها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو التي افتقرت للمستوى بالنسبة إلى الجائزة التي يمنحها المركز للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 24 مخطوطاً".

وأشار الشاعر نوري الجراح، مدير عام "المركز العربي للأدب الجغرافي" والمشرف على "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة"، إلى أن هذا العام ميزته مشاركات واسعة، لا سيما في حقل تحقيق الرحلات، وقد شكّلت الرحلات الأربع الفائزة في هذا الفرع  قوساً زمنياً يمتدّ من القرن الرابع عشر الميلادي وحتى النصف الأول من القرن العشرين، وهي تغطّي بمجملها حركة الرحّالة جغرافياً في القارات الثلاث: أوروبا وآسيا وأفريقيا، وقد عكست كتاباتهم وانتباهاتهم اهتمامات النخب التي خرجوا من محيطها، وقضايا المجتمعات التي تحدّروا منها، والموضوعات الشاغلة لعصرهم، وطبيعة النظرة إلى الآخر.

وأضاف أن "الإشارة الثانية التي ميزت هذا العام تمثّلت في بروز مساهمات النساء الكاتبات والباحثات في أدب الرحلة، إذ بفوز أربع منهنّ بالجائزة سجّلن رقماً قياسياً في المشاركة والفوز هذا العام، وهو ما يشير إلى إقبال المرأة على الانخراط أكثر فأكثر في البحث الأكاديمي والتأليف الأدبي في هذا الميدان".

بروز مساهمات النساء الكاتبات والباحثات في أدب الرحلة

وأضاف 'ثالث الإشارات الدالة هذا العام تمثلت في الحضور المغربي البارز بين الفائزات والفائزين فقد بلغ عدد الأساتذة الفائزين أربعة وهو أمر لا يبدو مستغربا في ظل ما يشهده المغرب من ازدهار لحركة البحث والتحقيق في أدب الرحلة بوصفه أدب التواصل بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى'.

من جهته هنأ راعي الجائزة الشاعر محمد أحمد السويدي الفائزين والمنوه بأعمالهم وأشار إلى أن الجائزة بدخولها العقد الثالث من عمرها كرست نفسها بوصفها الجائزة العربية لأدب الرحلة، وقد تحولت الأعمال التي أنجزت من خلالها إلى خزانة عربية زاخرة بمئات النصوص في أدب يعتبر بامتياز الثمرة الأشهى للتواصل بين الثقافة العربية وثقافات العالم. وأشار إلى أن الدورة الواحدة والعشرون للجائزة تضيف إلى خزانة الإبداع، والبحث، والتأريخ لأدب الرحلة في الثقافة العربية أحد عشر كتاباً جديداً، تنضاف إلى سابقاتها من إنجازات الجائزة في سنواتها العشرين المنصرمة، والتي بلغت مجتمعة 117 كتاباً لمائة وإثني عشر فائزة وفائزاً بالجائزة يغطون رقعة واسعة من العالم العربي، ويتجاوزونها إلى المهاجر الأوروبية، ممن حققوا مخطوطات عربية أو وضعوا دراسات في أدب الرحلة المكتوب بالعربية، ليصبح في رصيد الجائزة من الفائزين عبر دوراتها المتعاقبة 128 كاتبة وكاتباً.

وأعلن الشاعر السويدي أنه بدءاً من العام 2023 والأعوام التي ستلي سيجري استقبال رحالة من لغات وثقافات أخرى وتكريمهم خلال احتفالات الجائزة، إن في الإمارات او في لندن ممن غامروا في رحلات أثمرت يوميات ذات قيمة خاصة لثقافتهم وثقافة الآخر.

ونبه السويدي إلى أن العام 2023 سيشهد نشاطاً استثنائيا لـ"مشروع ارتياد الآفاق" وقد رسخ قدميه في أرض الثقافة العربية، وجعل من أدب الرحلة خزانة مفتوحة لكل القراء العرب، وذلك للمرة الأولى في تاريخ هذا الجنس الأدبي، وأسهم بصورة أساسية في جعله مادة رئيسية لرسائل الماجستير والدكتوراة في الجامعات العربية. 

ةتصدر الأعمال الفائزة عن "دار السويدي" في سلاسل "ارتياد الآفاق" للرحلة المحققة، والرحلة المعاصرة "سندباد الجديد"، والدراسات، وذلك بالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت. أما الرحلة المترجمة، واليوميات، والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة فتنشر بالتعاون مع "دار المتوسط" في ميلانو. 

ومن المنتظر أن يُعلَن في وقت لاحق عن مكان وموعد حفل توزيع الجوائز، ويتزامن الحفل مع ندوة حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة، تشارك فيها ــ إلى جانب الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم ــ نخبةٌ من الدارسين العرب المتعاونين مع "المركز العربي للأدب الجغرافي".