جزائريات يثرن جدلا بهاشتاغ #صوريه_واشكي

مبادرة نسوية تهدف للتصدي لظاهرة التحرش في الأماكن العامة في الجزائر عبر تصوير المتحرشين ونشر مقاطع توثّق سلوكهم، تنتشر وسط رافض ومؤيد.

الجزائر - انتشر هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي باسم #صوريه_واشكي، في مبادرة نسوية تهدف إلى التصدي لظاهرة التحرش في الأماكن العامة في الجزائر عبر تصوير المتحرشين ونشر مقاطع توثّق سلوكهم.

وباركت بعض التدوينات على موقع فيسبوك والفيديوهات على تطبيق تيك توك هذه الخطوة، فيما بدت أخرى رافضة لفكرة إلى تصوير المتحرشين والتشهير بهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مما ساهم في تصاعد الجدل في الجزائر حول ما تتعرض له بعض الجزائريات في الشوارع من مضايقات دفعتهن لإطلاق صرخة تنديد.

وساهم تداول عشرات الفيديوهات التي توثق وقائع تحرش في الشوارع عبر موقعي فيسبوك وتيك توك في إطار هذه المبادرة، في انتشار هاشتاغ #صوريه_واشكي على نطاق واسع في الجزائر، لاسيما بعد أن لاقت بعض المقاطع التي حاولت من خلالها صاحباتها توثق ما يتعرضن له في الشوارع تجاوبا كبيرا، فقد قامت إحدى المشاركات بنشر مقطع فيديو قصير يظهر سيارات يتوقف أصحابها لمحاولة مغازلتها، في حين وثقت أخرى شابا يقوم بحركة فاضحة ويطلب رقم هاتفها.

ويرى البعض أن ما وصف بـ"التشهير" بالمتحرشين بات أكثر من ضرورة في ظل غياب قوانين رادعة، بالإضافة إلى ضعف آليات التبليغ.

وقالت معلقة جزائرية عبر صفحتها على فيسبوك "متخلي (لا تترك) حتى مذلولة خاضعة للذكور تقولك نتي السبة وتبرر للمتحرش ومتخلي حتى مكبوت يقنعك نتي الغالطة (لا تترك أحد من المكبوتين جنسيا يقنعك بأنك مخطئة) المتحرش مجرم ملخرر خليهم يموتو بالذل (المتحرش مجرم اتركيه يذل)".

وسبق لهذه المعلقة أن نشرت تدوينة أوضحت من خلالها أن "سبب التحرش بكل أنواعه سواء لفظي أو جسدي عندو (له) ثلاثة أسباب هوما (المتحرش، المتحرش، المتحرش) وإذا كنت تظن أنني كنت سأقول (لباس المرأة) فأنت إنسان جاهل، أصبح من الواجب التوقف عن التبرير للمجرمين حتى نردع الجريمة ولا نضع لهم مبررات غبية وساذجة تمكنهم من المواصلة وتجاوز الحدود أكثر من هذا!".

وأضافت "الله خلق الملائكة بعقل وبدون شهوة.. وخلق الحيوان بشهوة بدون عقل وخلق الإنسان بشهوة وعقل يجعله يتحكم بها.. نحن لا نطلب منك أن تكون ملائكة وتنفي شهوتك لكن متكونش (لا تكن) حيوان وتطلقها مُطلقا بدون تحكم فيها.. التحرش ولا مرة كان سببه لباس المرأة إلا حالات شاذة والشاذ لا يُقاس عليه.. وإلا بماذا نبرر التحرش بالمنقبة والمتحجبة؟ ما سبب التحرش بالأطفال؟؟ حتى الحيوانات يتم التحرش بها! بل وإن قذارة الجنس البشري وصلت حتى للجثث؟؟".

ويعتبر الهاشتاغ "صرخة جماعية بعد طول تجاهل وإفلات من العقاب"، وفق ما وصفته الناشطة بمجموعة "فيمينيسيد-الجزائر" كنزة خاطو في حديثها لموقع "العربية"، مشيرة إلى أن ضعف آليات التبليغ والخوف من وصم الضحية يدفعان النساء إلى الفضاء الرقمي بدلا من أقسام الشرطة.

وبالرغم من محاولة إعطاء الهاشتاغ صبغة التحرك الشعبي الذي يطلق صرخة فزع من تفاقم الظاهرة دون ردع فعلي، إلا أن بعضا من رواد المواقع الاجتماعية اعتبروها حركة للفضح والتشهير، حيث كتب معلق على فيسبوك "كاين ترند (هناك ترند) في الجزائر اسمو #صوريه_واشكي، وين البنات ولاو يصورو (من خلاله أصبحت الفتيات يصورن المتحرشين وينشرن صورهم) المتحرشين وينشروهم في السوشيال ميديا.. الفكرة جاية من نية مليحة (الفكرة نابعة من نية حسنة)، بصح لازم نعرفو (لكن يجب أن ندرك) بلي القانون الجزائري يُجرّم التشهير، حتى لو الشخص فعلاً متحرش، نشر صورته بدون إذنه يقدر يسببلك (يمكن أن يسبب لك) مشاكل قانونية".

وتابع "الحل مش إنك تفضحو (الحل لا يكمن ف فضحه)، بل تصوريه وتعطي الفيديو أو الصورة للشرطة، وهما يتكفلان بالباقي.. بهكا تكوني (بهذه الطريقة) دافعتي على روحك بطريقة قانونية وآمنة".

ووفق عدة تقارير ودراسات، فإن المرأة في الجزائر باتت في السنوات الأخيرة تتعرض للكثير من المضايقات سواء في الشارع أو داخل البيت، فالأرقام المقدمة من مختلف الجهات الرسمية حول حالات العنف ضد النساء لا تزال تفزع الجزائريين.