جنوب افريقيا تستفز أميركا بطرح التعاون النووي مع روسيا وايران

جنوب أفريقيا تملك محطة كويبرج وهي تخطط لإضافة 2500 ميغاوات من الطاقة الجديدة لمعالجة انقطاع الكهرباء وللحد من الانبعاثات.

كيب تاون - قال وزير الموارد المعدنية والبترول في جنوب أفريقيا إن بلاده قد تتجه إلى روسيا أو إيران لتوسيع قدرتها على توليد الطاقة النووية للأغراض المدنية، وهو موقف يقول محللون إنه قد يفاقم الخلاف مع الولايات المتحدة ويؤخر تجديد اتفاقية استراتيجية للطاقة.
وتخطط جنوب أفريقيا، التي تملك محطة كويبرج وهي المحطة الوحيدة للطاقة النووية في أفريقيا، لإضافة 2500 ميغاوات من الطاقة الجديدة لمعالجة انقطاع الكهرباء الذي أضر بالاقتصاد وللحد من الانبعاثات.
وقال الوزير جويدي مانتاش، أحد أبرز المؤيدين لتوسيع القدرات النووية في جنوب أفريقيا "لا يمكن أن يكون لدينا عقد ينص على عدم السماح لإيران أو روسيا بالتقدم بعطاءات، لا يمكن أن يكون لدينا هذا الشرط" مضيفا "إذا كانوا الأفضل من حيث العرض المقدم، فسنقبله من أي (دولة)".

لا يمكن أن يكون لدينا عقد ينص على عدم السماح لإيران أو روسيا بالتقدم بعطاءات

وتخضع جنوب أفريقيا لتدقيق شديد من جانب واشنطن بعد أن أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا هذا الشهر بوقف المساعدات الخارجية فيما وصف بأنه تدهور كبير في العلاقات بين البلدين.
ومن بين انتقادات أخرى أشار الأمر التنفيذي، دون تقديم أدلة، إلى أن جنوب أفريقيا "تعمل على تطوير علاقاتها مع إيران لتعزيز الترتيبات التجارية والعسكرية والنووية".
وقال مكتب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا إن بريتوريا ليس لديها تعاون ثنائي مع إيران في مجال الطاقة النووية أو أي تكنولوجيا مرتبطة بالمجال النووي.
ولم يعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية على احتمال قيام إيران أو روسيا بمساعدة جنوب أفريقيا في توسيع قدراتها النووية المدنية لكن واشنطن تشعر قلق من التعاون المتقدم مع البلدين بما في ذلك لتعاون الاقتصادي ضمن مجموعة بريكس.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي وقعت شركة الموارد العالمية القابضة ومقرها أبوظبي اتفاقا مع شركة الاستثمار العام في جنوب أفريقيا لضخ استثمارات في البنية التحتية للسكك الحديدية ومشاريع الطاقة الخضراء، مما يعزز النفوذ الاقتصادي للإمارات في افريقيا وتغذي التنافس العالمي على الصفقات الاستثمارية ذات القيمة المضافة.
والسنة الماضية تعهد الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ونظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا بمواصلة تحسين العلاقات الثنائية وتوسيع العلاقات في مختلف المجالات.
ووصف رئيس جنوب إفريقيا، إيران حينها بأنها "صديق حقيقي وموثوق" وقف دائما إلى جانب بلاده في أوقات الشدة مشددا على انه سعيد للغاية برؤية دول "مؤثرة ومحبة للسلام"، مثل إيران، تدعم الفلسطينيين وتسعى إلى دعم حقوقهم.
وكانت جنوب أفريقيا أغضبت الولايات المتحدة بسبب تقديم شكوى في محكمة العدل الدولية لإدانة حليفتها إسرائيل بارتكاب جرائم في قطاع غزة. وأيدت كيب تاون صدور مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يواف غالانت.
من جانبها اتهمت إسرائيل جنوب افريقيا بخدمة المصالح والتوجهات الإيرانية.