جهود أممية لتجنيب سوريا الانجرار إلى الحرب
دمشق - حذّر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير أوتو بيدرسن من مغبة جرّ دمشق إلى حرب، فيما تأتي هذه المساعي الأممية بعد أحد أعنف الغارات التي شنتها إسرائيل على مواقع لفصائل موالية لإيران على الأراضي السورية وأسفرت عن أكثر من 100 قتيل.
ويثير التصعيد الإسرائيلي ضد أذرع إيران في سوريا مخاوف محلية وإقليمية من إقحام البلد الذي لا يزال يئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب الأهلية، في الصراع.
وقال بيردس بعد لقائه وزير الخارجية السوري بسام الصباغ "علينا الآن ضمان أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار في غزة وفي لبنان وأن نحول دون جر سوريا إلى النزاع في المنطقة".
وأبدت دمشق خلال الآونة عدم رغبتها في الانخراط في الصراع من خلال الحدّ من تحركات الفصائل الموالية لإيران، بينما وجّه النظام السوري بعدم استهداف الوجود الأميركي أو الإسرائيلي في الجولان.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفرقة الرابعة، بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار ، اتخذت مجموعة من الإجراءات الاحترازية من بينها أوامر بعدم نقل السلاح أو استضافة عناصر من حزب الله والميليشيات الإيرانية داخل مقرات وقواعد الفرقة، في محاولة لتجنب الغارات الإسرائيلية المتكررة.
وأفادت تقارير منذ نحو أسبوعين بأن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران سحب المئات من مقاتيله وأعضائه الذين كانوا يتمركزون في مناطق مختلفة في سوريا وأعادهم إلى لبنان، بينما قام بنقل عائلاتهم إلى عدد من المحافظات السورية.
ويرتبط ماهر الأسد بعلاقات وثيقة بقيادات الميليشات الإيرانية التي تدعم حزب الله وشاركت في الحرب السورية إضافة إلى علاقاته بالجماعة اللبنانية حيث عهد له وفق مصادر نقل الأسلحة لها من إيران.
ومنذ بدء النزاع في سوريا، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية، مستهدفة مواقع تابعة للقوات الحكومية وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله، بينما ازدادت وتيرة الغارات على وقع المواجهة المفتوحة التي تخوضها إسرائيل مع حزب الله في لبنان المجاور.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 105 أشخاص، معظمهم مقاتلون موالون لإيران، في حصيلة جديدة لغارات اسرائيلية استهدفت الأربعاء ثلاثة مواقع في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، ضمّ أحدها اجتماعا لمجموعات سورية موالية لطهران مع قياديين من حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبناني وكان المرصد أحصى مقتل 92 شخصا في حصيلة سابقة.
وأشار المصدر نفسه إلى أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 67 عنصرا من الميليشيات المدعومة من إيران من الجنسية السورية، بينهم 11 ضابطا يعملون لصالح حزب الله.
ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بـ"محاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري على الأراضي السورية" وتقول إنها تعمل على منع حزب الله من نقل وسائل قتالية من سوريا إلى لبنان.