جهود تجديد الهدنة في اليمن تصل إلى طريق مسدود
صنعاء - أعلن المتمردون اليمنيون مساء السبت أن تفاهمات الهدنة التي تنتهي الأحد وصلت إلى "طريق مسدود"، محملين التحالف العربي لدعم الشرعية مسؤولية ذلك، بينما لم يلتزم الحوثيون بتنفيذ كامل بنود الهدنة بما في ذلك فك الحصار عن تعز وفتح منافذ إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكانها.
ومن المقرر أن تنتهي الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة الأحد في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول. ويبذل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ جهودا لتمديدها.
وذكر الوفد المفاوض الذي يمثل الحوثيين في بيان بثته قناة 'المسيرة' التابعة للمتمردين "حرصنا على عدم تفويت أي فرصة يمكن أن تقودنا نحو السلام ومن أجل ذلك قبلنا بالتمديد الأول والثاني على أمل أن يكون هناك أدنى شعور بالمسؤولية أو تفهم من قبل دول العدوان ومرتزقتهم تجاه قضايا المواطن اليمني".
وبحسب المتمردين فإنه "خلال ستة أشهر من عمر الهدنة لم نلمس أي جدية لمعالجة الملف الإنساني كأولوية عاجلة وملحة".
وأضاف البيان "نؤكد على حق شعبنا اليمني في الدفاع عن نفسه وعن حقوقه ومواجهة العدوان والحصار ونحمل دول العدوان ( في إشارة إلى دول التحالف العربي بقيادة السعودية والذي ينفذ عمليات دعما للشرعية) مسؤولية الوصول بالتفاهمات لطريق مسدود جراء تعنتهم وتنصلهم إزاء التدابير التي ليس لها من هدف سوى تخفيف المعاناة الإنسانية لشعبنا اليمني".
وكانت مصادر غربية ويمنية قد أعلنت قبل أيام أن كل المؤشرات تجمع على أنه لا رغبة للحوثيين في السلام وأمن هدنة الشهرين التي جرى تمديدها في مناسبتين خففت من وتيرة العنف لكنها لم تقدم شيئا يذكر على مستوى كسر جمود عملية السلام.
ومنذ الثاني من أبريل/نيسان، سمحت الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بوقف القتال واتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.
وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف النار ولم يطبّق الاتفاق بالكامل خصوصا ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
من جانبه، أعرب السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن في بيان مساء السبت عن قلقه من "عدم إحراز تقدم في تأمين تمديد الهدنة"، داعيا الأطراف "إلى عدم تبديد تقدم الأشهر الستة الماضية وإعطاء الأولوية للشعب اليمني بقبول الهدنة وتوسيعها".
ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.