حزمة اتفاقيات تؤسس لشراكة إستراتيجية أوسع بين الصين والإمارات

الصين تعتبر الشريك التجاري الأول للإمارات وقد بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في 2017 نحو 53.3 مليار دولار، فيما تشكل الصادرات الصينية نسبة 90 بالمئة منها.

توافقات سياسية واقتصادية كثيرة تجمع الإمارات والصين
انفتاح صيني أوسع على السوق الإماراتية
الاستقرار السياسي يجعل من الإمارات أبرز وجهة عالمية للاستثمار

أبوظبي - وقعت الإمارات والصين الجمعة 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم ضمن جهود تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات، وفق وكالة الأنباء الإماراتية التي

ويأتي توقيع حزمة الاتفاقيات الثنائية بالتزامن مع زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ لدولة الإمارات وهي أول زيارة لرئيس صيني لأبوظبي منذ 1989.

وتعكس حزمة الاتفاقيات انفتاح الشريك الصيني بشكل أوسع على السوق الإماراتية التي تتمتع باستقرار اقتصادي وتتيح مناخا آمنا للمستثمرين الأجانب حيث تحظى الإمارات بثقة عالمية كبيرة.

وتؤسس الاتفاقيات الأخيرة بين البلدين لمرحلة تعاون أوسع وأوثق بين بكين وأبوظبي ومن شأنها أيضا تعزيز مناخ الاستثمار في الدولة الخليجية الرائدة التي حققت في ظرف وجيز قفزة نوعية بفضل مسيرة نمو طموحة ومدروسة.

وقبيل وصول الرئيس الصيني الخميس، وقّعت الإمارات والصين عقدين في مجال استكشاف النفط والغاز في أبوظبي بقيمة 1.6 مليار دولار واتفاقية لإقامة "سوق تجّار" ضخم في منطقة التجارة الحرة في دبي.

وبحث الرئيس الصيني مع نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الجمعة، تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين خلال زيارته للإمارات التي تستمر لثلاثة أيام وتأتي ضمن جولة خارجية.

الرئيس الصيني يتوسط الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
علاقات وثيقة بين دولة الامارات والصين

وبدأ شي جينبينغ مساء الخميس زيارة للإمارات ضمن جولة تشمل أيضا السنغال ورواندا وجنوب إفريقيا.

وناقش الرئيس الصيني وكبار المسؤولين في الإمارات سبل "تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية.

وبعد نهاية الاجتماع، كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريدة على تويتر قال فيها "عقدنا اليوم جلسة مباحثات موسعة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ والوفد المرافق. لدينا توافقات سياسية واقتصادية كثيرة وقاعدة متينة من المشاريع في قطاع الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية .. وأهم من ذلك إرادة سياسية قوية لبدء مرحلة أكبر من التعاون والتكامل".

وتابع "نتعلم من تجربة الصين التنموية الشيء الكثير .. قرأت كتاب الرئيس الصيني حول الحكم والإدارة .. تحدث فيه عن دور الحكومة في سعادة الشعب ، وعن أهمية الشباب، وإيمانه بالقوة الناعمة وعن الابتكار والتكنولوجيا ودورهما في المستقبل .. نتشابه معهم في طريقة الإدارة وفلسفتها .. هم الأقرب لنا".

وكتب الشيخ محمد بن راشد أيضا "كنت في أول زيارة رسمية مع المؤسس زايد طيب الله ثراه للصين قبل 28 عاما. واليوم لدينا علاقات نموذجية مع الصين وقيادة صينية ترى في دولة الإمارات شريكا استراتيجيا رئيسيا في المنطقة. نرتبط معهم اليوم بـ100 رحلة جوية أسبوعيا ونربط جزءا من تجارتهم مع العالم عبر 444 مدينة بخطوط مباشرة".

وتأتي زيارة الرئيس الصيني خلال الأسبوع الإماراتي الصيني.

وتعود آخر زيارة لرئيس صيني إلى الإمارات للعام 1989 حين قام الرئيس الراحل يانغ شانغ كون بزيارة للدولة الخليجية تلتها زيارة للرئيس الإماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للصين في 1990.

والصين الشريك التجاري الأول للإمارات. وبلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في 2017 نحو 53.3 مليار دولار، فيما تشكل الصادرات الصينية نسبة 90 بالمئة منها، وفقا لإحصاءات أبوظبي.

كما أن الإمارات بين الدول المصدرة للخام إلى الصين وقامت ببيعها نفطا بنحو أربعة مليارات دولار العام الماضي.

وتأتي زيارة شي جينبينغ بعدما هدّدت مجموعة "موانئ دبي"، التي تدير 78 محطة بحرية وداخلية في 40 دولة، الأسبوع الماضي باتخاذ إجراءات قانونية ضد الصين بسبب قيامها ببناء منطقة تجارية في جيبوتي في موقع يضم محطة حاويات متنازع عليها بين دبي وحكومة الدولة الإفريقية.

وتعتبر جيبوتي التي تستضيف القاعدة العسكرية الصينية الوحيدة خارج الأراضي الصينية، جزءا من مبادرة "طريق الحرير" الصينية.