حق البوتوكس لشد الصحة العقلية بدل الوجه!

دراسة حديثة تدعم فكرة أن حقن بعض أجزاء الجسم بتوكسين البوتولينوم قد يساعد في تخفيف أعراض حالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.

واشنطن – ترادف كلمة "بوتوكس" عند اغلبنا عمليات التجميل والشفاه المنتفخة والوجوه المشدودة ، لكن باحثين وجدوا اثارا اقل سطحية بل عميقة على الجسم ربما تجعل من هذه الحقن دواء

ووجدت دراسة حديثة أظهرت أن حقن بعض أجزاء الجسم بالبوتوكس او ما يعرف علميا بتوكسين البوتولينوم  قد يساعد في تخفيف أعراض حالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.

ويصنع البوتوكس عن طريق استخراج سموم من نوع من أنواع البكتيريا المسؤولة عن تسمم الطعام. بعد حقن منطقة من الجسم بها، تقوم هذه السموم بايقاف حركة العضلات في هذه المنطقة، لذلك  يستخدم البوتوكس في عمليات التجميل لمنع تكون التجاعيد. ويضيف الموقع أن البوتوكس يستخدم في أغراض علاجية أخرى منها علاج تشنجات الرقبة والتعرق المفرط والصداع المزمن بالإضافة إلى إضطرابات المثانة.

وأشارت الدراسة إلى أن استخدامها في المقام للإجراءات التجميلية، لأنها تسبب استرخاء العضلات، وكان وما زال استرخاء عضلات الوجه موضوع بحث عدد من الدراسات، حيث يسعى العلماء لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدامه للتخفيف من أعراض حالات الصحة النفسية.

 وعلى وجه التحديد، تدور الفكرة حول إمكانية استهداف ما أطلق عليه عالم الأحياء التطوري تشارلز داروين "عضلات الحزن".

وهذه الفرضية تعود إلى داروين وويليام جيمس (المعروف باسم "أب" علم النفس الأميركي) في القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى أنها تنص على أن تعابير وجه الإنسان لا تنقل حالته العاطفية للآخرين فحسب، بل إنها تعبر عنها له هو نفسه أيضًا.

والنظرية هي أنه في حين أن بعض تعبيرات الوجه مثل العبوس ناتجة عن المشاعر السلبية، فإن تعابير الوجه نفسها تعزز بالفعل تلك المشاعر في حلقة مفرغة.

أحدهما يعزز الآخر وربما يتصاعد إلى مستوى حرج من الإثارة العاطفية

قال وولمر إن "أحدهما يعزز الآخر وربما يتصاعد إلى مستوى حرج من الإثارة العاطفية التي ربما تكون مشكلة في حالات الصحة العقلية".

قال دكتور أكسل وولمر، خبير الطب النفسي والباحث بجامعة سيميلويس في هامبورغ وأحد كبار الباحثين في الدراسة: "إن هذا المجال البحثي بأكمله الذي يستخدم توكسين البوتولينوم كعلاج للاضطرابات العقلية يعتمد على فرضية ردود الفعل على الوجه".

وقال وولمر إن العلاجات الراسخة، مثل العلاج النفسي أو مضادات الاكتئاب، لا تعمل بشكل جيد بما يكفي لنحو ثلث مرضى الاكتئاب، "لذلك فإن هناك حاجة لتطوير خيارات علاجية جديدة، وهنا يمكن أن يكون لحقن مادة البوتوكس دور"، معرباً عن أمله وفريقه البحثي في رؤية النتائج، التي تم التحقيق فيها، بشكل أكبر في تجربة سريرية أوسع نطاقًا من المرحلة الثالثة، حيث سيمكن أن يكتشف الباحثون ما إذا كان يمكن معالجة أي حالات صحية عقلية أخرى باستخدام نهج الحقن بمادة البوتوكس.

وفي تجربة سريرية أوسع نطاقًا سيسعى الباحثون لاكتشاف ما إذا كان يمكن معالجة أي حالات صحية عقلية أخرى باستخدام نهج الحقن بمادة البوتوكس.

وكانت دراسة تحليلية، أجريت عام 2021، وشملت فحص بيانات 40 ألف شخص من مرضى تم حقنهم بمادة البوتوكس في قاعدة بيانات إدارة الغذاء والدواء الأميركية، إلى أن اضطرابات القلق كانت أقل شيوعًا بنسبة 22 إلى 72% من المرضى الذين تلقوا علاجات أخرى لنفس الظروف. وكان قد تم إجراء بحث مماثل في عام 2020 حول التأثيرات الضاغطة لحقن البوتوكس، والتي أظهرت أنه يمكن استخدامها لعلاج الاكتئاب علاوة على أنها يمكن أن تمنح وقاية من الإصابة به.