حميدتي يسعى للسلام ملتزما بمخرجات إيغاد دون شروط

جبهات القتال في السودان تشهد تراجعاً في العمليات العسكرية دون وقوع اشتباكات برية مع توقف القصف المدفعي المتبادل.

جيبوتي – أكد قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) استعداده "غير المشروط" للتفاوض من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في البلاد، والتزامه بمخرجات قمة الدول الأعضاء في الهيئة المعنية بالتنمية في إفريقيا (إيغاد)، التي تبدأ بلقاء مباشر بين حميدتي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، لوقف الحرب الدائرة بين الطرفين منذ منتصف أبريل.

ووصل حميدتي الأحد إلى جيبوتي التي تقود جهوداً إقليمية ترمي إلى التوصل لوقف إطلاق النار بين الطرفين، وهي المحطة الأخيرة ضمن جولته في شرق إفريقيا التي تعتبر أولى زياراته الرسمية إلى الخارج منذ بدء الحرب الأخيرة في السودان في منتصف نيسان/بريل.

وقال عقب لقائه الرئيس الجيبوتي إسماعيل جيلي في العاصمة جيبوتي الأحد "سعدت بزيارة الشقيقة جمهورية جيبوتي ولقاء الرئيس جيلي، وقدمت له شرحا لتطورات الأوضاع في السودان في ضوء الحرب الجارية الآن، وطرحت رؤيتنا لوقف الحرب والوصول إلى حل شامل ينهي معاناة شعبنا العظيم".

وانعقدت قمة إيغاد في التاسع من ديسمبر/كانون الأول وأقرت خارطة طريق من 6 نقاط، وأوضح حميدتي "‏أكدت التزامنا التام بمخرجات مؤتمر رؤساء الإيغاد واستعدادنا غير المشروط للتفاوض لتحقيق السلام العادل والشامل".

وتقول التقارير الإخبارية أن جبهات القتال في السودان تشهد تراجعاً في العمليات العسكرية دون وقوع اشتباكات برية، مع توقف القصف المدفعي المتبادل بالشكل الكثيف الذي كان عليه خلال الأيام الماضية، في مؤشر على جدية قوات الدعم السريع في التهدئة والمضي قدما في الحوار تمهيدا لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار.

وأحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها على ولاية الجزيرة قبل أيام، كما سيطرت على أربع ولايات في إقليم دارفور بغرب السودان من أصل خمس ولايات، إلى جانب هيمنتها على أجزاء واسعة من الخرطوم وإقليم كردفان.
وتتولى جيبوتي الرئاسة الدورية للهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، وهي منظمة تأسست في عام 1996 ومقرها في جيبوتي، وتضم إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان، وجنوب السودان.
وتأتي زيارة حميدتي إلى جيبوتي، عقب تأجيل اجتماع كان مقررا بينه والبرهان الخميس، وذلك لأسباب وصفتها الإيغاد بـ"الفنية". والسبت، قال وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف "في الأسبوع المقبل ستقوم جيبوتي، بصفتها رئيسة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا، بتمهيد الطريق للحوار السوداني وتستضيف اجتماعا حاسما"، دون تفاصيل أخرى. كما أفاد مصدر سوداني أنه تمت تهيئة الأجواء للقاء طرفي الصراع وعقد اجتماع مثمر بينهما.

وكانت منابر إعلامية ذكرت أن حميدتي فور وصوله أديس أبابا، أجرى مباحثات رسمية مع نائب رئيس الوزراء الإثيوبي تناولت تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة لوقف الحرب واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.

وعبّر عن شكره وامتنانه للحكومة والشعب الإثيوبيين على تعاطفهم مع الشعب السوداني واستضافة الفارين من الحرب، وأكد أن أديس أبابا "ظلت دائما تقف إلى جانب الشعب السوداني بحكم الروابط التاريخية التي تجمعهما".

كما رحب نائب رئيس الوزراء الإثيوبي بقائد قوات الدعم السريع "في بلده الثاني إثيوبيا"، مشيرا إلى تطلعهم إنهاء الحرب في السودان وعودة الاستقرار له.

وكان حميدتي أجرى الأربعاء محادثات مع الرئيس الأوغندي، وقال إنها ناقشت الوضع في السودان جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر، وقدم، شرحا حول أسباب اندلاعها. وقال "إن مشعليها هم أنصار النظام السابق بمعاونة قياداتهم في القوات المسلحة والجهات التي تعرقل الحل وتدعم استمرار القتال". وأكد تمسكه بمخرجات قمة رؤساء "إيغاد" التي انعقدت بجيبوتي في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري متعهدا بالمضي في تنفيذ الالتزام بالعمل على إنهاء الحرب.

ويأتي ذلك بينما يشهد السودان وضعا إنسانيا شديد الصعوبة، إذ يهدد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود بوقف عملياتهما في ولاية الجزيرة بتفاقم الأزمة الإنسانية الحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وقال برنامج الأغذية العالمية إنه اضطر لوقف توزيع المساعدات في الولاية بعد نهب مخزن يحوي إمدادات تكفي 1.5 مليون شخص لمدة شهر.

وأفادت أطباء بلا حدود الجمعة بأن رجالا مسلحين هاجموا مجمعها في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، يوم 19 ديسمبر كانون الأول وسرقوا سيارتين ومحتويات أخرى. وتبعد الولاية نحو 170 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم.

وكتبت في بيان على منصة التواصل الاجتماعي إكس "بسبب تدهور الوضع الأمني، علّقنا جميع الأنشطة الطبية في ود مدني وأجلينا طاقمنا إلى مناطق أكثر أمنا في السودان ودول مجاورة.

واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/ نيسان وسط توتر بسبب الانتقال من الحكم العسكري إلى المدني. وتشارك الطرفان فيما سبق السلطة عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019 خلال انتفاضة شعبية.

وتسبب الصراع في نزوح سبعة ملايين شخص عن ديارهم وأثار موجة قتل على أساس عرقي في إقليم دارفور غرب السودان.