خسائر بشرية لقوات الأسد في ذروة النصر بمعركة اليرموك

مقتل 26 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري في هجوم مباغت لتنظيم الدولة الإسلامية في البادية السورية.
عناصر التنظيم شنوا هجوماً بعد تفجير سيارة مفخخة
نقل القتلى الجرحى إلى مدينة تدمر الأثرية

بيروت - قتل 26 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها الثلاثاء في هجوم مباغت لتنظيم الدولة الإسلامية في البادية السورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "عناصر التنظيم شنوا هجوماً فجراً بعد تفجير سيارة مفخخة استهدف تجمعاً لقوات النظام، قبل أن تندلع اشتباكات مستمرة حتى الآن"، موضحاً أن الجهاديين تسللوا من جيب تحت سيطرتهم شرق مدينة تدمر في وسط سوريا.

ويتم نقل القتلى ومن بينهم مقاتلون ايرانيون والجرحى إلى مدينة تدمر الأثرية، وفق المرصد الذي أشار إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة مقاتلين من التنظيم المتطرف.

ويأتي ذلك غداة خروج آخر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من أحياء في جنوب دمشق وانتقالهم بموجب اتفاق إجلاء إلى هذا الجيب الصغير الذي يسيطر عليه الجهاديون في البادية. وأعلن الجيش السوري اثر ذلك السيطرة على كامل العاصمة ومحيطها للمرة الأولى منذ العام 2012.

وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سوريا، لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يتواجد سوى في جيوب محدودة موزعة ما بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.

وفي ساحة دوار المطار في جنوب دمشق، رفعت صورة كبيرة للرئيس السوري بشار الاسد مرفقة بتعليق "وانتصر الأسد". تتكرر الصورة ذاتها على طول الطريق المؤدي الى ساحة باب مصلّى باتجاه وسط العاصمة. كما تتصدر واجهات عدد من المحال التجارية.

بعد ست سنوات، لم تخل من سقوط القذائف دورياً ودوي المعارك وتحليق الطيران العسكري في الأجواء، تنفس سكان دمشق الصعداء الثلاثاء غداة اعلان الجيش سيطرته على كامل العاصمة اثر طرد تنظيم الدولة الاسلامية من أحياء جنوبية تواجد فيها منذ العام 2015.

وجاء هذا التقدم الميداني بعد أسابيع من سيطرة القوات الحكومية على كافة معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي قرب دمشق، لتصبح دمشق مع ريفها "آمنة بالكامل" للمرة الأولى منذ العام 2012.

ويعتبر كثيرون من سكان دمشق أن انتهاء الحرب في مدينتهم يشكل مقدمة لانتهاء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ العام 2011.

الخطر قائم
الخطر قائم

وبعدما كانت الحواجز والنقاط الأمنية في دمشق خصوصاً القريبة من مناطق الاشتباك تتولى التدقيق في الهويات وتجري عمليات تفتيش دقيقة، بات عناصرها يكتفون برفع شارات النصر والتلويح للمارة بعدما أمست المدينة "خالية من الارهابيين"، وفق السلطات السورية.

وبعدما كان دوي المعارك وتحليق الطائرات قد تراجع نسبياً في دمشق منذ انتهاء معارك الغوطة الشرقية وموافقة الفصائل فيها على اجلاء مقاتليها على دفعات الى شمال البلاد، خيمت أجواء الحرب مجدداً على العاصمة مع بدء العمليات العسكرية في جنوب دمشق قبل أكثر من شهر، والتي ترافقت مع قصف مدفعي وجوي كثيف.

في أزقة دمشق القديمة، يتجوّل زين منصور (20 عاماً) القادم من مدينة جبلة (غرب) للمرة الأولى من "دون قلق".

ويقول "جئت أول مرة إلى دمشق قبل شهر ونصف الشهر. كان الوضع متأزّماً للغاية مع الكثير من القذائف والشهداء والحرب (..) لكن الوضع الآن مختلف تماماً وبات بإمكاني الذهاب إلى أي مكان أريده".

ورغم أن مدينته الواقعة في محافظة اللاذقية غرباً لم تشهد عمليات عسكرية منذ اندلاع النزاع، إلا أنه كان يتابع تفاصيل الحرب من خلال وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويرى أن "الجميع يعرف أن المعركة الكبرى كانت في الغوطة الشرقية، ومنذ السيطرة على الغوطة، عرفنا أن الحرب باتت بحكم المنتهية".

في أحد المقاهي القريبة من الجامع الأموي، يجلس فرج سفرجلاني (48 عاماً) على كرسي خشبي برفقة أصحابه، يتبادلون الأحاديث والنقاشات السياسية وهم يلعبون النرد. ويقول "انتهت مرحلة من مراحل الحرب، لكن واقع الحال أن هناك مراحل أهم من هذه الحرب تتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي".