خطوات لبنانية جادة لفك الارتباط بمحور طهران واستعادة ثقة الخليج
بيروت - تشير تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بأن "لبنان عاد إلى العرب" مؤكدا تطلعه لعودة السياح العرب لتحول واضح في المسار السياسي للبنان، الذي يحاول إعادة ترميم علاقاته التاريخية مع الدول العربية، لا سيما الخليجية منها، بعد سنوات من القطيعة والتوترات الناتجة عن هيمنة حزب الله والمحور الإيراني على القرار اللبناني. وقد جاءت تصريحات سلام خلال اجتماعه بسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، في محاولة لإظهار نية الحكومة الجديدة في الانفتاح على المحيط العربي وطي صفحة العزلة السياسية التي أثّرت سلباً على مختلف جوانب الحياة في لبنان، لا سيما الاقتصادية منها.
وتسعى الحكومة اللبنانية إلى توطيد علاقاتها مع الدول الخليجية الغنية في خطوة ضرورية للخروج من أزماتها الاقتصادية المتفاقمة، خاصة في ظل الانهيار المالي وانعدام الاستثمارات. ويُعوَّل على هذا التقارب العربي لدعم خطط إعادة الإعمار، لا سيما في الجنوب اللبناني الذي تضرر بشدة من العدوان الإسرائيلي الأخير ومن تبعات مغامرات حزب الله العسكرية. وتُعتبر عودة السياح والاستثمارات الخليجية من أبرز المؤشرات على نجاح هذا المسار الجديد الذي يرمي إلى إعادة لبنان إلى حضنه العربي الطبيعي وإبعاده عن المحاور التي أدخلته في عزلة إقليمية ودولية.
وقال سلام "لبنان عاد إلى العرب، واللبنانيون اليوم تواقون لعودة العرب إليهم" متابعا "ما يهمنا هو القيام بكل ما يسهل لعودة إخواننا العرب إلى ربوع لبنان مشددا على "العمل لإزالة أية مخاوف أو محاذير لدى دول مجلس التعاون الخليجي".
لبنان عاد إلى العرب
ومجلس التعاون لدول الخليج العربية يضم ست دول هي السعودية وقطر والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين، وأُسس في 25 مايو/ أيار 1981، ومقره في الرياض.
وأفاد عون بـ"جهوزية جميع الأجهزة الأمنية للمساعدة وتسهيل كل ما هو مطلوب لتأمين سلامة وأمن إخواننا العرب خلال فصل الصيف".
ولفت إلى أن "اللبنانيين اعتادوا على وجود العرب في ربوعهم خلال مواسم الأعياد وفصل الصيف، ويهمنا القيام بكل ما يسهل عودة إخواننا العرب إلى ربوع لبنان".
ومنذ عام 2019، يعاني لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخه الحديث، زادتها سوءا تداعيات حرب مدمرة شنتها عليه إسرائيل بين سبتمبر/ أيلول ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين.
وأكد سلام للسفراء الخليجيين، وفق البيان، أنه سيعمل كل ما يستطيع لإزالة المخاوف، وأطلعهم على "كل التغييرات التي حصلت في مطار بيروت، سواء كان بالشكل أو على صعيد الأمن"، حسب البيان.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن ثلاث طائرات إماراتية تصل غدا الأربعاء إلى مطار رفيق الحريري الدولي.
واعتبرت أن هذه الخطوة هي الأولى بعد قرار رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، الأحد، رفع الحظر عن سفر مواطنيه إلى لبنان، بداية من الأربعاء 7 مايو/ أيار الجاري، بعد زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى أبوظبي.
الوكالة لفتت إلى أن هبوط الطيران الإماراتي المنتظر في بيروت يحصل بعد انقطاع استمر سنوات بسبب الأوضاع الامنية.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الخارجية الإماراتية، في بيان، إعادة فتح سفارتها ببيروت، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد إغلاق تجاوز 3 سنوات.
وأعلنت الإمارات، أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2021، سحب دبلوماسييها من لبنان، ومنع مواطنيها من السفر إليه، على خلفية أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني الذي استقال لاحقا جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن.