خلافات تُعرقل أول جلسة لمجلس محافظة كركوك
بغداد - فشل مجلس محافظة كركوك بالعراق اليوم الخميس في عقد الجلسة التي دعا إليها رئيس الوزراء السوداني محمد شياع السوداني، على ما أعلنه موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي، فيما يكشف هذا التطور عن تصاعد الخلافات السياسية التي عرقلت تشكيل حكومة محلية رغم مرور 7 أشهر على الانتخابات.
وكان مقررا أن تفضي الجلسة إلى انتخاب رئيس جديد لمجلس المحافظة، فيما أفادت مصادر مطلعة في وقت سابق بأن الأطراف السياسية لم تتوصل بعد إلى اتفاق أو توافق بشأن المنصب.
وبحسب المصدر نفسه فقد حضر أعضاء مجلس محافظة كركوك البالغ عددهم 16 عضور لكن 8 منهم رفضوا دخول القاعة، مشترطين إبقاء الجلسة مفتوحة بعد انتهائها لحسم مسألة انتخاب المحافظ وهو ما رفضه الأعضاء الثمانية الآخرين الذين تمسكوا بإغلاقها بعد عقد جلسة بدء مهام أعضاء المجلس وبذلك يكون مفتاح عقد الجلسة المقبلة بيد المحافظ الحالي راكان الجبوري.
وفي الانتخابات المحلية التي جرت في العراق في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، فاز التركمان بمقعدين في مجلس محافظة كركوك والعرب بـ6 مقاعد وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بـ5 مقاعد، والحزب الديمقراطي الكردستاني بمقعدين والمسيحيون بمقعد واحد بـ"الكوتا".
ورغم مرور 7 أشهر لم تتوصل الأطراف السياسية إلى اتفاق يفضي إلى تشكيل حكومة محلية بسبب تساوي عدد المقاعد بين الكرد والعرب والتركمان بواقع 8 مقاعد، الأمر الذي عقّد مسار المفاوضات.
ولم تفض المباحثات بين القوى السياسية في كركوك إلى أي نتائج، فيما شكل غياب النصاب عقبة على طريق إنهاء الأزمة.
وكان السوداني قد قال منذ يومين "بعدما نجحت الحكومة الاتحادية في تنظيم الانتخابات المحلية للمحافظات ومنها محافظة كركوك التي لم تجر فيها هذه الانتخابات منذ 2005 جرت برعايتنا ولأكثر من جولة حوارات سياسية بين القوى الفائزة بمقاعد مجلس المحافظة، وأخرى عبر لجنة شُكلت لهذا الغرض".
وكشف أن المباحثات أفضت إلى "اتفاق على تشكيل ائتلاف إدارة كركوك ليضمّ القوى الفائزة، كما أسفرت عن ورقة للاتفاق السياسي تضمنت المبادئ الأساسية، ومحورا سياسياً وآخر إداريا، فضلا عن الثقافي والاقتصادي".
ونقل موقع "شفق نيوز" عن عضو مجلس محافظة كركوك عن المجموعة العربية رعد صالح قوله قبل يومين من انعقاد الجلسة إن "الأعضاء العرب في مجلس المحافظة سوف يحضرون أول جلسة لمجلس محافظة كركوك"، لافتا إلى أنهم "لن يشاركوا في أي قرار أو يصوتوا عليه"، موضحا أنه "لم يتم الاتفاق مع باقي الكتل على آليات توزيع المناصب الرئيسية والتي هي منصب المحافظ ورئيس مجلس محافظة كركوك".
ولمحافظة كركوك خصوصية تميّزها عن باقي المحافظات العراقية، إذ تضم أقدم حقول النفط في العراق وثاني أكبر حقل نفطي في العالم من حيث القدرة على الإنتاج، فيما تقدر احتياطات كافة حقولها بنحو 13 مليار برميل.
وتضم المحافظة التي تبعد 298 كيلومترا عن بغداد خليطا سكانيا من مختلف المكونات العراقية، كما تقطنها أقليات ويبلغ عدد سكانها نحو 1.6 مليون نسمة، وفق إحصائيات عراقية.