خلاف حول رئيس الوزراء يشق تحالف اليسار الفرنسي
باريس - يجد اليسار الفرنسي صعوبة في تسوية الخلافات بين مكوناته للاتفاق على مرشح لمنصب رئيس وزراء جديد. واحتدم الخلاف بين الأحزاب اليسارية في فرنسا اليوم الثلاثاء مما دفع زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل إلى التحذير من أنهم يخاطرون "بإغراق السفينة" رغم نجاحهم في الانتخابات.
واستقال رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال وحكومته اليوم الثلاثاء، لكن الحكومة ستضطلع بتصريف الأعمال إلى حين تعيين حكومة جديدة.
ويقول خبراء إن الحكومة ستكون مسؤولة عن تسيير الشؤون الطارئة وإدارة الشؤون العامة في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، لكنها لن تتمكن من تقديم قوانين جديدة إلى البرلمان ولا حتى الميزانية السنوية أو أي تعديلات كبيرة.
وستتضمن إدارة الشؤون العامة التأكد من سلاسة سير دورة الألعاب الأولمبية التي تبدأ في 26 يوليو تموز.
وتأسست الجبهة الشعبية الجديدة، وهي تحالف يضم الاشتراكيين والخضر والحزب الشيوعي وحزب فرنسا الأبية المنتمي لأقصى اليسار، على عجل قبل الانتخابات المبكرة التي جرت على جولتين في 30 يونيو/حزيران والسابع من يوليو/تموز وتصدرت الانتخابات بشكل غير متوقع. لكنها لم تفز بالأغلبية المطلقة، وعادت سنوات من التوترات بين الحزبين إلى الظهور حول من يمكنه رئاسة حكومة يسار محتملة.
ومما يزيد الأمور تعقيدا في ثاني أكبر اقتصادات منطقة اليورو، أن الرئيس ماكرون دعا الأحزاب الرئيسية إلى تشكيل تحالف لتأليف حكومة، وهو خيار قد يشمل بعض أعضاء الجبهة لكنه يستبعد حزب فرنسا الأبية.
وقال روسيل لتلفزيون بي.إف.إم "إذا لم نتمكن من إيجاد حل في الساعات والأيام المقبلة، فستغرق السفينة"، واصفا حالة المحادثات بأنها مؤسفة".
وطرح كل حزب في الجبهة الشعبية الجديدة، التي تغلبت على الوسط بزعامة ماكرون واليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان في الانتخابات المبكرة عددا من الأسماء لرئاسة الحكومة، لكن تم رفضها من قبل عضو واحد آخر على الأقل في التحالف.
وقدم أتال استقالته إلى الرئيس الفرنسي بعد خسارة الانتخابات مباشرة، والتي تم رفضها في البداية، لكنه سيرأس اجتماعا لمجلس الوزراء قد يقبل خلاله الاستقالة. وستستمر الحكومة في تسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.
واشتد التوتر بين حزب فرنسا الأبية والاشتراكيين، وهما الحزبان الرئيسيان في الجبهة الشعبية الجديدة واللذان يتنازعان زعامة المعسكر اليساري في الجمعية الوطنية.
وفي وقت سابق، ندد منسق الحركة مانويل بومبار على "اعتراض منهجي" من الاشتراكيين على كل الترشيحات. فيما اقترح الأمين العام للحزب الاشتراكي ومرشح الحزب لرئاسة الحكومة أوليفييه فور عبر قناة فرانس2 "توسيع الخيارات إلى شخص من الخارج"، موضحا "يجب أن نسعى لإيجاد شخص يأتي ربما من المجتمع المدني يسمح لنا بالمضي قدما معا."
وبلهجة فيها الكثير من التصعيد قال زعيم الحزب جان لوك ميلانشون في منشور على منصة "إكس" "نحن نطالب بمرشح واحد لرئاسة الجمعية الوطنية ولن نستأنف أي حوار حول أي موضوع آخر مالم يتم حل هذا الأمر".
ويراهن اليسار كثيرا على هذا الاستحقاق في وقت يسعى قسم من المعسكر الرئاسي منذ عدة أيام لبناء غالبية تكون بديلة عن الجبهة الشعبية الجديدة للفوز بالمنصب الذي تعتزم الرئيسة المنتهية ولايتها ياييل برون بيفيه الاحتفاظ به.
ويرجّح مراقبون أن تتخطى الكتلة الرئاسية اليسار من حيث عدد الأصوات في حال عقد اتفاق مع اليمين.