دفعة تمويل سعودية ثانية للحكومة اليمنية لاحتواء الاحتقان الشعبي

محافظ البنك المركزي اليمني يقول إن القسط الثاني من المنحة السعودية والبالغ 250 مليون دولار يستهدف تغطية مدفوعات الرواتب لشهرين.

دبي - قال محافظ البنك المركزي اليمني أحمد بن أحمد غالب المعبقي إن الدفعة الثانية من منحة سعودية لمدة عام بقيمة 250 مليون دولار ستدخل ميزانية اليمن اليوم الأحد أو غدا الاثنين لدعم دفع الرواتب، مضيفا أن المبلغ المتبقي البالغ 500 مليون دولار من تلك المنحة التي بدأت في أغسطس/آب لم يتم تحويله بعد إلى البنك.

ومن شأن المنحة السعودية أن تساعد الحكومة اليمنية في مواجهة أسوأ أزمة تواجهها في مناطق سيطرتها، بينما تتنامى حالة الاحتقان الشعبي بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار قياسي للريال اليمني.

وجاء الإعلان عن الدفعة الثانية من المنحة السعودية بعد أيام من تعيين رئيس جديد للوزراء هو أحمد عوض بن مبارك خلفا لمعين عبدالملك الذي فشلت حكومته في معالجة الأزمة، لكن تعيين الأخير مستشارا لدى رشاد العليمي رئيس القيادة الرئاسي، يشير إلى عملية تدوير مناصب أكثر منه محاولة لمعالجة الأزمة.

وتلقي السعودية بثقلها في دعم مجلس القيادة لمساعدته في تعزيز سيطرته على المناطق الجنوبية بينما تتعالى الأصوات المنادية باستعادة دولة الجنوب العربي تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

ويدعم البنك المركزي حكومة اليمن المدعومة بدورها من السعودية والتي تعاني من ضعف العملة وارتفاع أسعار الوقود والسلع الأولية.

وتقود الرياض تحالفا عسكريا في اليمن يقاتل الحوثيين المتحالفين مع إيران منذ عام 2015 بعد أن أطاحت جماعة الحوثي بالحكومة من العاصمة صنعاء ووسعت سيطرتها لمناطق أخرى في الشمال، مما اضطرها لاتخاذ عدن مقرا لها.

وأوضح المعبقي أن القسط الثاني من المنحة السعودية والبالغ 250 مليون دولار يستهدف تغطية مدفوعات الرواتب لشهرين من أجل مساعدة الناس على شراء سلع ضرورية مثل الطعام.

لكنه أضاف أن الهجمات التي يشنها الحوثيون المتحالفون مع إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني أدت إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن الذي يعاني ويلات الحرب.

وذكر أن الوضع صعب بالفعل بسبب الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات وأن هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية في اليمن وتوقف الصادرات تسببا في تفاقم الوضع، مضيفا على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي لعام 2024 أن الوضع يزداد صعوبة.

ويستهدف الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومعظم المناطق المأهولة بالسكان في البلاد، الشحن الدولي في البحر الأحمر ويقولون إن هجماتهم تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في ظل الحرب مع إسرائيل ونتيجة لذلك نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات انتقامية منذ الشهر الماضي.

ويقول الحوثيون إنهم سيواصلون هجماتهم حتى يتم التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير غزة والسماح بإدخال الغذاء والدواء إلى القطاع دون قيود للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية هناك.