دمشق تخيّر الأكراد بين المصالحة أو الحرب

الحكومة السورية تتعهد باستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة حاليا لقوات سوريا الديمقراطية إما بالمصالحات الوطنية أو القوّة.

دمشق لم تدخل في مواجهات عسكرية مع الأكراد باستثناء مناوشات صغيرة
الحكومة السورية تنظر بعين الريبة للدعم الأميركي للأكراد
أكراد سوريا دخلوا في مفاوضات مع دمشق في الصيف الماضي دون نتائج
دمشق لا تستثني التحرك في ادلب المشمولة باتفاق خفض التصعيد

دمشق - أعلنت دمشق الاثنين أن الجيش السوري سيحرر مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا عن طريق المصالحات أو القوة العسكرية، وفق ما أعلن وزير الدفاع السوري العماد علي عبدالله أيوب.

واعتبر أيوب خلال مؤتمر صحافي مشترك في دمشق مع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أنّ "الورقة الوحيدة المتبقية بيد الأميركيين وحلفائهم هي قسد"، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية.

وأضاف "سيتم التعامل معها بالأسلوبين المعتمدين من الدولة السورية: المصالحات الوطنية أو تحرير الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة".

وتخوض قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية آخر معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا. وسبق للرئيس السوري بشار الأسد في مايو/أيار أن وضع الأكراد أمام هذين الخيارين.

ولا تنظر دمشق بعين الرضا إلى الدعم الأميركي للأكراد الذين يعدون ثاني قوة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري وتضم مناطق سيطرتهم أبرز حقول النفط والغاز وأراضي زراعية شاسعة وثروات مائية.

المسلحون الأكراد في سوريا يشكلون رأس الحربة في الحرب على داعش
أكراد سوريا عززوا نفوذهم خلال الحرب ويسعون للحفاظ على مكاسبهم

وبدأ الأكراد خلال الصيف مفاوضات مع دمشق، لم تحقق تقدما بعد. ويقول مسؤولون أكراد إن الحكومة السورية تريد إعادة الوضع في مناطقهم إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع في العام 2011 وهو ما لا يمكنهم القبول به مع رغبتهم بالحفاظ على مؤسسات الإدارة الذاتية التي بنوها تباعا.

وأكد أيوب أن "الدولة السورية ستعيد بسط سلطتها التامة على كامل جغرافيتها عاجلا أم آجلا"، موضحا أن محافظة "إدلب لن تكون استثناء أبدا".

وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على مجمل المحافظة. وتتواجد فيها فصائل إسلامية ومعارضة في مناطق محدودة. ويحمي اتفاق روسي تركي تم التوصل إليه في سبتمبر/أيلول 2018 إدلب من هجوم لطالما لوحت دمشق بشنه.

وفي ما يتعلق بالمباحثات مع الجانبين الإيراني والعراقي، أكد أيوب "الحرص على تفعيل التنسيق وتمتين آواصر التعاون بين جيوشنا الثلاثة".

وقال إن "ما تمخض عنها سيساعدنا في الاستمرار في مواجهة التحديات والأخطار والتهديدات التي أفرزها انتشار الإرهاب التكفيري وتمدده".

وتعد إيران، إلى جانب روسيا، حليفا رئيسيا لدمشق. وقدمت لها منذ بدء النزاع دعما سياسيا واقتصاديا قبل أن تبدأ بإرسال مستشارين عسكريين ومقاتلين شيعة من لبنان والعراق لدعم الجيش السوري في معاركه على الأرض.

وخلال المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تعاونت دمشق وبغداد على المستويين العسكري والاستخباراتي وشكلا غرفة عمليات مشتركة تضم كذلك إيران وروسيا.

ويربط بين سوريا والعراق ثلاثة معابر مغلقة حاليا، هي البوكمال تحت سيطرة القوات الحكومية في ديرالزور (شرق) وهو محاذ لمنطقة المعارك بين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية وممر اليعربية تحت سيطرة الأكراد في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بالإضافة إلى التنف (جنوب شرق) وتسيطر عليه قوات من التحالف مع فصائل معارضة تدعمها.

وقال رئيس أركان الجيش العراقي خلال المؤتمر إن "الأيام المقبلة ستشهد إن شاء الله فتح المنفذ الحدودي" في إشارة إلى البوكمال.

وشدد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية على أن فتح المنافذ الحدودية "أمر مهم وحساس للمبادلات التجارية ولتنقل السواح والزوار الإيرانيين انطلاقا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العراق ومن العراق إلى سوريا".

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.