دمشق تستأنف قصف الجنوب السوري بعد فشل المفاوضات

النظام السوري مصر بدعم روسي على استعادة السيطرة على جنوب غرب سوريا فيما يحقق مكاسب ميدانية بالتفاوض وبالبراميل المتفجرة.

الأردن يتوعد بالرد على قذائف أطلقت من سوريا وسقطت على أراضيه
المفاوضات بين الروس وفصائل معارضة تصل إلى طريق مسدود
تخلي واشنطن عن دعم المعارضة السورية يربك حسابات الفصائل في جنوب سوريا

عمان/بيروت - قال سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف الجوي الروسي على جنوب غرب سوريا استؤنف اليوم الأربعاء بعدما أعلن متحدث باسم المعارضة المسلحة فشل المحادثات لاستعادة حكم الدولة على المنطقة بشكل سلمي.

وقال المرصد إن القصف استهدف بلدتي طفس شمال غربي مدينة درعا وصيدا إلى الشرق منها.

ويشن الرئيس السوري بشار الأسد حملة في الجنوب الغربي بدعم جوي روسي لاستعادة المنطقة من جماعات معارضة وسيطر بالفعل على مساحات كبيرة من أراضيها.

وأضاف المرصد أن القصف الجوي الروسي كان قد توقف مساء السبت الماضي، لكن القوات السورية والروسية استأنفت القصف اليوم الأربعاء على اثر فشل المفاوضات مع المعارضة.

 وقال المرصد وسكان ومعارضون إن براميل متفجرة أسقطت كذلك على صيدا مساء الأربعاء.

وكان المعارضون يجرون مفاوضات مع روسيا منذ يوم السبت سعيا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وقبول عودة سيادة الدولة، لكن لم يتمكنوا من الاتفاق على الشروط.

وقال أبوالشيماء المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب التي تمثل فصائل الجيش السوري الحر الرئيسية التي تتفاوض مع الروس "المفاوضات مع العدو الروسي في بصرى الشام فشلت بسبب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل".

وقال إبراهيم الجباوي وهو متحدث آخر باسم المعارضة إن المفاوضات فشلت في التوصل لأي اتفاق مع الجانب الروسي الذي يصر على تسليم الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة وليس تدريجيا كما تطالب المعارضة بعد عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين.

وانتهت الجولة الأولى من المحادثات يوم السبت بانسحاب وفد المعارضة الذي قال إن الشروط التي سلمها الروس تصل إلى حد الاستسلام المذل.

وقالت مصادر رسمية إن الأردن تمكن من إقناع وفد المعارضة بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

وأبرمت العديد من البلدات التي تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد بالفعل اتفاقات التسليم الخاصة بها مع الحكومة، تحت وطأة تقدم الجيش والقصف الجوي، بشكل مستقل عن فصائل المعارضة الرئيسية.

والحرب الدائرة في جنوب غرب سوريا حساسة بالنسبة لإسرائيل والأردن المجاورين. وهي أيضا من مناطق "خفض التصعيد" وفقا لاتفاق بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا العام الماضي.

وحذرت الولايات المتحدة من أنها ستتصدى لأي انتهاكات للاتفاق، لكنها لم تفعل شيئا حتى الآن وقال المعارضون إنها أبلغتهم بعدم توقع أي دعم عسكري أميركي.

وأجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي محادثات في موسكو مع نظيره سيرغي لافروف في وقت سابق اليوم الأربعاء. وقال إن الوضع في جنوب سوريا قد يفضي إلى كارثة إنسانية إذا لم يتوقف القتال.

وتوعّد الصفدي بالرّد على أي تهديد لأمنه وسلامة مواطنيه. وقال إن "الأردن شهد سقوط عشرات القذائف من سوريا على أراضيه. بحمد الله لم تُوقع أي إصابات".

أسلحة سلمتها فصائل معارضة للقوات السورية
فصائل معارضة سلمت اسلحتها وقبلت سلطة دمشق على مناطق كانت خاضعة لسيطرتها

واستدرك "قواتنا المسلحة قادرة على تحديد مصادر القذائف وستقوم بواجبها وبممارسة حقها في حماية مواطنينا وبالرد على أي مصدر خطر أو تهديد لأمننا".

ولفت الصفدي إلى أن بلاده تتابع بقلق ما يجري في جنوب سوريا والأساس التوصل لتسوية سياسية للأزمة المتفجرة في الجنوب. ووقف إطلاق النار وبذل كل ما هو مستطاع لمنع كارثة إنسانية.

وقبل أكثر من أسبوعين، بدأت قوات النظام السوري بدعم من الميليشيات التابعة لإيران وإسناد جوي روسي، عملية عسكرية للسيطرة على المناطق الخاضعة للمعارضة جنوبي سوريا وتمكنت من التقدم في عدد من البلدات شرقي درعا أبرزها بصر الحرير.

وقوض الهجوم اتفاق "خفض التوتر" جنوبي البلاد والذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن في 2017.

وأدت عمليات القصف المستمرة في الجانب السوري لسقوط عشرات القذائف على الأراضي الأردنية دون أن توقع خسائر بشرية.

وقال لافروف إن كل القضايا التي تخص سوريا ستبحث على الأرجح في القمة المقبلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت الأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي، إن القتال في جنوب غرب سوريا تسبب في فرار 270 ألف شخص من منازلهم.