دوز تفتح أبواب الصحراء التونسية للسياح من بوابة مهرجانها
قبلي (تونس) - شهدت فعاليات أولى أيام المهرجان الدولي للصحراء بدوز، جنوب تونس، الذي انطلقت دورته السادسة والخمسين، الأربعاء، لتتواصل إلى غاية التاسع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الجاري، مواكبة أكثر من 10 آلاف متفرج للعروض الفروجوية التي احتضنتها ساحة حنيش التي تعتبر أحد أكبر مسارح الهواء الطلق بالعالم، بحسب تقديرات مصالح الحماية المدنية.
ويخصص المهرجان المنتظم بمدينة دوز (400 كلم جنوب غرب العاصمة التونسية) في دورته السادسة والخمسين، على امتداد أربعة أيام برنامجا يجمع بين التجديد والمحافظة على بعض الفقرات التي تمثل أعمدة هذه التظاهرة الثقافية.
ويعكس المهرجان الدولي للصحراء بدوز خصوصية المنطقة وثراءها التراثي، وفق ما أوضح المدير العام للعمل الثقافي بوزارة الشؤون الثقافية ذاكر العكرمي، مشيرا إلى أن القائمين على هذه التظاهرة يعطون البعد الثقافي قيمة كبيرة بالتوازي مع البعد الاقتصادي الذي يجعل من هذا المهرجان قاطرة للتنمية بهذه الربوع.
وأضاف أن إشعاع هذا المهرجان جعله وجهة للزوار من العديد من الدول العربية والغربية لمواكبة الفعاليات التراثية التي تجسدها اللوحات والفقرات التي يتضمنها برنامج هذه الدورة.
ويعتبر المهرجان الدولي للصحراء بدوز من أعرق التظاهرات الثقافية بتونس حيث يعود تأسيسه لسنوات العشرين من القرن الماضي وهو ما يقتضي المحافظة على هذا المكسب والافتخار به خاصة وأنه يجعل من الجهة وجهة للآلاف من الزوار خلال هذه الفترة، وفق العكرمي.
وقال مدير هذه الدورة أشرف بن عثمان في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن الجديد في الدورة الحالية يتمثل في إحداث مسابقة دولية تم تنظيمها الأربعاء بدار المسرح بدوز تحت مسمى مسابقة جمال الصليعي للشعر العربي تكريما لهذا الشاعر في حياته وهو يعتبر قامة من قامات الشعر الفصيح بالجهة وبتونس وبالوطن العربي.
وانطلقت الفعاليات الرسمية للمهرجان من ساحة الفنون بتقديم سلسلة من اللوحات الفلكلورية أمنتها فرق من تونس ومن خارجها، مع تنظيم عرض فرجوي بعنوان "كبس الطبل" وهو من العروض التي أنتجتها إدارة المهرجان لكسر النمطية وتغيير اللوحات التي يواكبها الجمهور سنويا.
ويجسد هذا العمل الفرجوي ثراء التراث المادي واللامادي للجهة، ويعزز دور هذه التظاهرة في الترويج للسياحة الصحراوية خاصة وأنه يمزج بين الأصالة والتجديد بين اللوحات المميزة للمهرجان على غرار لوحة القافلة والمرحول في تنقل البدور بالصحراء بحثا عن الكلأ والمرعى ولوحة الصيد بالسلوقي ولوحة العرس التقليدي والتصور الفني الجديد لهذه الفقرات.
وتواصلت فعاليات اليوم الأول من المهرجان عبر افتتاح معرض الصناعات التقليدية الذي ينتظم بالمنطقة السياحية بدوز، بمشاركة أكثر من مئة عارض من داخل البلاد وخارجها، فضلا عن افتتاح معرض ذاكرة الصحراء للباحث جلال الشعينبي وهو عبارة عن بحث متكامل يتضمن 60 لوحة تهتم بتعريف الصحراء في العموم، وصولا إلى الصحراء التونسية وصحراء مدينة دوز وتحديدا ساحة حنيش التي تحتضن سنويا فعاليات المهرجان.
كما تم في اليوم الأول للمهرجان افتتاح العكاظية الشعرية الدولية التي تنتظم هذه السنة بالساحة الخارجية لمتحف الصحراء، بمشاركة أكثر من 20 شاعرا من تونس ومن خارجها مع ترك موضوع القصائد مفتوحا لتمكين الشعراء المشاركين من مساحة أكبر ومن حرية الكتابة والإبداع، وفق ما أكده بن عثمان، لافتا إلى تسجيل عودة العديد من القامات الشعرية للمشاركة في هذه العكاظية علاوة على مشاركة شعراء من الخليج العربي وذلك في مسعى من القائمين على المهرجان لتعزيز التبادل الثقافي والتعاون مع القامات العربية.
وعبر عدد من الزوار الذين واكبوا اللوحات الفرجوية التراثية بساحة حنيش في حديثهم لـ"وات" عن إعجابهم بهذه اللوحات التي تعكس الثراء التاريخي للمنطقة وما يميزها من عادات وتقاليد تبرز كيفية تعايش الإنسان مع الصحراء التي تجمع بين جمالية الطبيعة البكر خاصة من ناحية امتداد الكثبان الرملية وامتداد أشجار النخيل التي حول بها أهالي الجهة هذه الصحراء واحات تنتج أجود أنواع التمور.
ويمثل المهرجان الدولي للصحراء الذي انطلق سنة 1910 أحد أعرق التظاهرات الثقافية التي تعزز صورة تونس بالخرج وتروج لها كإحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية، فضلا عن الدور التنموي الهام الذي تلعبه هذه التظاهرة خاصة عبر تحريك العجلة الاقتصادية بهذه الربوع خلال هذه الفترة من السنة، وفق بن عثمان.