رحلة غوص في الفن المعاصر على ظهر السفينة المتحف في طنجة

'ارت اكسبلورا' تقدم برنامجا متعدد التخصصات يجمع بين الفنون البصرية والحفلات الموسيقية والعروض الفنية بتقنيات تقدم الواقع الافتراضي.

الرباط – رست السفينة المتحفية "آرت اكسبلورا" بميناء طنجة حاملة معها رسالتها الشعرية "هنا نحلم بعدم وجود دموع بعد الآن" كرمز للحوار بين الثقافات ودعوة لتجاوز مفهوم الحدود من خلال قوة الفنون.

وفي خطوة نحو إلغاء المسافات والحدود الاجتماعية وتحويل الفن إلى لغة عالمية مشتركة بالتعاون مع متحف اللوفر ومركز بومبيدو، ستقدّم السفينة العابرة للبحر الأبيض المتوسّط من 20 الى 29 سبتمبر/أيلول 2024 مجموعة من العروض الثقافية العالمية والتجارب الرقمية الغامرة وتقريبها الى عشاق الفن في المدينة مهما كانت خلفياتهم لاكتشاف الجمال والعاطفة والاحساس من الأعمال المعروضة.  

وعن اختيار المدينة المغربية كإحدى المحطات لتوقف السفينة المتحف يقول مدير المؤسسة برونو جوليار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن "طنجة فرضت نفسها وعن جدارة على مسار المهرجان نظرا للغنى التراثي والثقافي الذي يتمتع به المغرب وخاصة مدينة البوغاز ".

وأشار جوليار إلى أن "المدينة التي تقع على مفترق الطرق بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي تفتن الجميع بتاريخها وأساطيرها على حد سواء"، مضيفا " وهي مدينة تجعل الناس يحلمون ولا يتعلق الأمر فقط بالمغاربة بل أيضا بسكان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط".

 وشدّد على أهمية قيام المنظمين بالتقاط صور للمهرجان والسفينة في هذا الموقع الأسطوري من قيمة طنجة التي يعد توقف السفينة بها تأكيدا متجددا على الموقع الاستراتيجي والبالغ الأهمية لهذه المدينة في تراث البحر المتوسط".

وعلى رصيف طنجة سيقام مهرجان متنوع ببرنامج متعدد التخصصات يجمع بين الفنون البصرية والحفلات الموسيقية والعروض الفنية بتقنيات تقدم الواقع الافتراضي وتتناول مواضيع مختلفة مثل الهجرة وأساطير البحر الأبيض المتوسط والتعايش بين الشعوب. وتمتد هذه الأنشطة الثقافية إلى مواقع مختلفة في قلب المدينة.

ويعد المهرجان أيضا مكانا للتلاقي والمشاركة، اذ ستتاح الفرصة للفنانين المحليين للمساهمة في هذه الرحلة الثقافية وطرح وجهات نظرهم وعرض أعمالهم لإثراء الحوار بين مجتمعات البحر الأبيض المتوسط المختلفة.

وأوضحت مفوضة المعرض بالمغرب لهذه التظاهرة الدولية ليلى حيدة أن موضع المهرجان سيكون "الأسطورة القديمة والمعاصرة وتحولاتها"، وأضافت أن هذه النسخة مستوحاة من المدينة التي تجسد التاريخ والأساطير وتسعى إلى استكشاف الطريقة التي تواصل بها طنجة خلق واستلهام قصصها الأسطورية، حسب وكالة الأنباء المغربية.

وسيتم في إطار المهرجان تنظيم زيارات وورشات عمل كل صباح للمدارس والجمعيات وخلال عطلة نهاية الأسبوع والتي ستكون مفتوحة أمام عموم الناس، وسيتم التركيز في المرحلة الأولى من الورش على القضايا البيئية والممارسات الجيدة التي يجب اعتمادها في الحياة اليومية.

وستمتد الرحلة الثقافية للسفينة من عام 2024 الى عام 2026 لترسو بسواحل خمسة عشر دولة، وستوفّر ولوجا مجانا لعروض الفن المعاصر ومعارض التصوير الفوتوغرافي ومختلف العوالم الفنية الافتراضية.