رد حماس على الاقتراح الأميركي لا يُبشر بهدنة في غزة

الحركة طالبت بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب شامل من غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.

غزة - أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" اليوم السبت أنها سلمت الوسطاء ردها على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، فيما أشارت مصادر مطلعة إلى أن الحركة طلبت تعديلات على المقترح تشمل إنهاء الحرب وهو ما يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمسك بتحقيق ما يسميه "هدف" القضاء على حماس. 

وأضافت الحركة في بيان، لم تشر فيه إلى موافقتها على الاقتراح، أنه بموجب الاتفاق "سيتم إطلاق سراح 10 من أسرى الاحتلال الأحياء لدى المقاومة، إضافة إلى تسليم 18 جثمانا، مقابل عدد يُتّفق عليه من الأسرى الفلسطينيين".

وأوضحت أن ردها جاء "بما يحقق 3 أهداف رئيسية هي وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع".

ولم يذكر البيان أن حماس تسعى إلى إدخال أي تعديلات على الاقتراح لكن مسؤولا فلسطينيا مطلعا على المحادثات قال لرويترز إن الحركة طلبت ذلك لكن ردها إيجابي.

وبينما لم تفصح حماس عن تفاصيل إضافية، نقلت القناة الـ13 العبرية في وقت سابق، أن المقترح يشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، بضمانة من ترامب، مع التزام إسرائيل بعدم تنفيذ أي هجمات خلال هذه الفترة.

ويشمل المقترح، بحسب القناة، تبادلا للأسرى يفرج فيه عن 10 إسرائيليين مقابل 125 أسيرا فلسطينيا محكوما بالمؤبد، و1111 معتقلا من غزة تم أسرهم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى تبادل للجثامين.

ووفق المصدر ذاته، سيتم تنفيذ عمليات الإفراج بشكل متزامن وعلى دفعتين، تتم الأولى في اليوم الأول، والثانية في اليوم السابع، دون أي مراسم علنية.

كما تقضي الوثيقة بدخول الدعم الإنساني إلى غزة فورا بعد الموافقة، على أن توزع المساعدات عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وبضمان استمرار وقف النار طوال فترة الاتفاق وأي تمديد لاحق.

وتنص البنود على إعادة انتشار جديد لقوات الاحتلال داخل غزة، بعد تنفيذ دفعات التبادل، بدءا من شمال القطاع وممر نتساريم، وصولا إلى الجنوب.

ومساء الجمعة، قال ترامب إن الاتفاق "قريب جدًا"، بينما أشارت القناة 12 العبرية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى بموافقة تل أبيب على المقترح، مع تشكيكه في قبول حماس به.

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأكدت حماس، مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو، يصر على صفقات جزئية ويطرح شروطا جديدة، من بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وتمسك بإعادة احتلال غزة.

وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.