رياض سطوف يلقي الضوء على فادي الأخ المسروق في شرائط 'عربي المستقبل'

باريس - أعلن الفنان الفرنسي السوري رياض سطوف الأحد أنه سيطلق سلسلة شرائط مصورة متفرعة من سلسلته الشهيرة "عربي المستقبل"، يروي فيها قصة شقيقه.

وأشار سطوف عبر حسابه على "إنستغرام" إلى أن السلسلة الجديدة ستحمل عنوان "أنا فادي الأخ المسروق" (Moi, Fadi, le frere vole).

ويتناول الجزء الأول المقرر إصداره في 8 تشرين الأول/أكتوبر المقبل المرحلة الممتدة من 1986 إلى 1994.

وفادي هو الشقيق الأصغر لرياض، ويظهر في سلسلة "عربي المستقبل" التي يروي فيها الفنان سيرته الذاتية. وفي نهاية رابع المجلّدات الستة، يكشف رياض أن والده الذي توفي، يترك زوجته الفرنسية من دون سابق إنذار، ويغادر نهائيا إلى بلده سوريا، مختطفا نجله الثالث.

ويلتقي الشقيقان مجددا في المجلّد السادس والأخير من "عربي المستقبل"، وكان فادي نسي لغة أمه وترك وراءه ذكرياته في فرنسا.

وكتب الرسام الفرنسي السوري على حسابه: "هذا الشريط المصوّر الذي أعدّه منذ أكثر من عشر سنوات، والذي كتبته ورسمته استنادا على مقابلات مع شقيقي عامي 2011 و2012، يعطي الكلمة أخيرا لفادي".

وأوضح أن شقيقه يروي في هذه السلسة "طفولته المذهلة" مع والدهما "ويلقي ضوءا مختلفا تماما".

وتُعدّ سلسلة "عربي المستقبل" من أكثر كتب الشرائط المصوّرة نجاحا في القرن الحادي والعشرين، إذ بيعت من مجلّداتها الستة 3,5 ملايين نسخة في مختلف أنحاء العالم وتُرجمت إلى 23 لغة.

ويروي سطوف في سلسلة القصص المصورة هذه أحداثا من شبابه بين ليبيا إبان حكم معمر القذافي، إلى سوريا خلال حكم الرئيس السابق حافظ الأسد، ثم في منطقة بريتاني في غرب فرنسا.

وفيما تولّت دار "ألاري" للنشر إصدار كل مجلّدات "عربي المستقبل" التي طُرح أولها في 2014، ستصدر السلسلة الجديدة عن دار Les livres du futur ("كتب المستقبل") التي أسسها سطوف عام 2021.

رياض سطوف
من أشهر رسامي الكاريكاتير في فرنسا

وفاز الفنان عام 2023 بالجائزة الكبرى في مهرجان أنغوليم، أرفع مكافأة في مجال الشرائط المصورة في فرنسا.

ولد الكاتب والمخرج رياض سطوف في باريس وقضى طفولته في ليبيا خلال حكم الزعيم الراحل معمر القذافي وأيضا سوريا وبعض دول الشرق الأوسط. ويسرد المخرج ورسام الكاريكاتير السوري في كتابه "عربي المستقبل" قصة طفولته وترحال عائلته بين الدول ومنها سوريا.

وكان المصور لم يتجاوز الثالثة من عمره عندما بدأ رحلته الصعبة بين مختلف الدول. ويروي الكاتب هذه الرحلة في قالب هزلي وفكاهي، يحاول من خلاله نقل صورة العالم العربي في تلك الفترة. أما من الناحية الشكلية فيعتمد على صور وألوان مختلفة للتعبير عن مختلف الدول والأماكن التي عاش فيها خلال طفولته.

وسلط سطوف الضوء في سلسلته المصورة بدرجة أكبر على الحقبة الزمنية الممتدة بين عامي 1978 و1984، الغنية بالصراعات الثقافية. وسبق أن تُوج هذا العمل الفني في النسخة الثانية والأربعين من مهرجان أنغوليم بجائزة السخرية الأوروبية الرئيسية كأفضل رواية مصورة عام 2014.

وتعتبر هذه القصة المصورة - التي صدرت نسختها الألمانية عام 2015 - من أكثر كتب الرسوم رواجاً في فرنسا عام 2014. ويلخص الكتاب أيضا حالة الرعب التي عاشها السوريون على مدار نصف قرن في ظل حكم عائلة الأسد. وفي مرحلة أولى تم إصدار 150 ألف نسخة من الترجمة الألمانية لكتابه "عربي المستقبل"، ولقي رواجا كبيرا.

وأصبح المخرج والرسام رياض سطوف من أشهر رسامي الكاريكاتير في فرنسا، وفي بعض الدول الأوروبية المجاورة. ويذكر أن الجائزة الكبرى لمدينة أنغوليم تُمنح منذ عام 1974، مع إدراج جميع الأسماء الكبيرة في مجال الشرائط المصورة، ولاسيما الفرنسية والبلجيكية على قائمتها.