زئير 'أسود الرافدين' يهزُ جذع النخلة!

منتخب العراق يقص شريط منافسات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، متصدرًا المجموعة السادسة بفارق الأهداف أمام المنتخب الفيتنامي.
ريام الربيعي
بغداد

زَأرت الأسود، فاهتز جذع النخلة، لتتساقط الأهداف فوزًا جنيًا.

هكذا قص منتخب أسود الرافدين شريط منافسات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، متصدرًا المجموعة السادسة بفارق الأهداف أمام المنتخب الفيتنامي.

 في ملعب جذع النخلة في البصرة، وفي جوٍ كرنفالي بحضور عشرات الآلاف من الجماهير العراقية التي أشعلت الأجواء منذ حضورها المعلب في وقتٍ مبكر، وحتى نهاية المباراة، بأهازيج رفعت الروح المعنوية للاعبي المنتخب العراقي، وذلك ما انعكس جليًّا على أرضية الملعب، بفوزٍ كاسحٍ للمنتخب العراقي بخمسة أهدافٍ، مقابل هدفٍ اندونسيٍّ وحيد.

الأهداف التي تناوب على تسجيلها كل من بشار رسن، وأسامة رشيد، ويوسف الأمين، وعلي الحمادي، وكذلك المدافع الاندنوسي جوردي أمات، الذي ساهم بمهرجان الأهداف من خلال تسجيله الهدف الثاني برأسية خاطئة في مرماه، عكست صورة جديدة عن أداء المنتخب العراقي، خصوصًا فيما يتعلق بالشق الهجومي.

 أداءٌ أثلج صدور الحاضرين في جذع النخلة، وكذلك المتابعين خلف الشاشات، فالجمهور العراقي الذي عانى كثيرًا من تخبطات المنتخب، وسوء نتائجه وعدم الإستقرار في السنوات الأخيرة، سواء من خلال لائحة اللاعبين أو أسماء المدربين، يبدو أنه بدأ يستعيد ثقته بأداء المنتخب من جديد، والذي يبدو أنه وجد ضالته في المدرب الإسباني خيسوس كاساس، فمنذ استلامه مهام تدريب المنتخب الوطني العراقي، وملامح الإستقرار والتطور ترتسم يومًا بعد آخر على شكل المنتخب وحضوره، وبدأ المنتخب يعود من جديد لسكة الانتصارات، ومنصات التتويج، التي قاطعها طويلًا في الفترة التي سبقت تواجد الإسباني كاساس، وإن كانت ما تزال دون مستوى الطموح، إلا إن التأهل لكأس العالم 2026، هدفٌ هو الآخر، لا يقل أهمية أبدًا عن التتويج بالألقاب، خصوصًا وإن المنتخب العراقي رغم ماله من وزن على صعيد منتخبات القارة الصفراء، ويصنفُ من كبارها، إلا أنه لم يسبق له التأهل إلى كأس العالم سوى مرةً واحدة كانت منذ زمنٍ طويل في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في المكسيك عام 1986.

 المشوارُ مازالَ طويلًا أمام كتيبة الأسود ومدربهم كاساس، إلا أن بداية بهذا الشكل، هي بدايةٌ مثاليةٌ حتمًا، خصوصًا وأن المنتخب الاندنوسي، والذي يحط البعض من قدره، ليقلل من قيمة هذا الانتصار الكاسح، سبق له أن خسر أمام بطل العالم، المنتخب الأرجنتيني قبل عدة أشهر، بهدفين فقط في مباراةٍ ودية.

 وفي معرض الحديث عن مشوار المنتخب العراقي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، لا بد من الإشارة إلى اللاعب رقم 12، والذي بدأ يشكل علامة فارقة، ليس فقط من خلال تأثيره على مجريات المباراة داخل المستطيل الأخضر، بل وحتى من خلال كثافة الأعداد التي تحضر مباريات المنتخب، إذ أصبح الجمهور العراقي، مثلٌ يحتذى به في إحياء أجواء المباريات، ويشكل دون شكٍ ورقة ضغطٍ كبيرة على خصوم المنتخب الذين سيتحتم عليهم اللعب على الأراضي العراقية، فحضور مباراة هي مباراة افتتاحية وضمن تصفيات مؤهلة وبهذا الحجم الذي يليق بحضور النهائيات، هو رسالةٌ قوية للمنتخبات القادمة للعب على أرض العراق، وكذلك رسالةٌ بليغة لكل من يريد أن يحد من تقدم واقع الكرة العراقية وتحييدها للعب في أرضٍ محايدة، فهذا الجمهور لا يستحق الإقصاء أبدًا من متابعة مباريات منتخبه.