سدنة العنف في اليمن بثوب الثقافة والسياسة

تبرير ما يفعله الحوثيون بحق الشعب لا يقل إجراما عن الفعل نفسه.
لا يدرك هؤلاء أن تزييف الحقائق وتضليل الناس وتمييع الأحداث لن يمكث طويلا
حين تكون الخيانة السبيل الوحيد للتقدم، والغدر حقيقة لا مفر منها، والخديعة أرقى أنواع الدبلوماسية

عندما كانت المليشيات الحوثية تغزو المحافظات اليمنية، وتمارس أفظع الجرائم من قتل واختطاف وتهجير، انبرى مجموعة من ساسة بعض الأحزاب، ومن المحسوبين على الوسط الثقافي والصحفي والإعلامي يسوغون ويبررون ما تقم به المليشيات الحوثية.

هؤلاء يعيشون في هذه الآونة أيام ربيعهم، بما تحويه من تزوير للحقائق وترويج للأكاذيب، والتحريض على العنف والدفاع عن أدواته، بما يكشف الستار عن ضمائرهم الميتة ونفوسهم المتصحرة من القيم الإنسانية، ناهيك عن الوطنية، وبما يميط اللثام عن انقلاب تفكيرهم، فالخيانة في نظرهم السبيل الوحيد للتقدم نحو المستقبل والغدر حقيقة لا مفر منها، والخديعة أرقى أنواع الدبلوماسية.

يلعب المال دورا كبيرا في استقطاب عدد من المحسوبين على الوسط الثقافي أو السياسي اليمني؛ ليوكل لهم مهمة تزيين وتبييض قبح العنف والانتهاكات، وتسويقها في الداخل والخارج بأنها حركة ثورية سياسية جاءت؛ لتضع حدا للاستبداد وتخلص المجتمع من الظلم والفساد، ويتصور هؤلاء أن مواقفهم وأدوارهم ليست بذات الأهمية والأثر الكبير مقارنة بما يجري في الميدان من سلوكيات وتصرفات خارج النظام والقانون، متوهمين أن المسألة لا تخلو من مجرد رأي يذكرونه أو وجهة نظر يعبرون عنها.

لا يدرك هؤلاء أن تزييف الحقائق وتضليل الناس، وتمييع الأحداث لن يمكث طويلا، كما أنهم لا يدركون أن ذاكرة اليمنيين ستحتفظ بمواقفهم، فكلما شوهدت صورهم وذكرت أسماؤهم، تذكر الناس ٱلاف الضحايا والمعتقلين والمخفيين قسرا وٱلاف المنازل المدمرة والأسر المشردة؛ جراء معارك كانوا مسعروها، وأدواتها الفاعلة، ووقودها الأساسي.