سعيد يحث على تصعيد المعركة ضد الفساد في الخطوط الجوية
تونس - شدد الرئيس التونسي قيس سعيد على ضرورة اجراء الإصلاحات اللازمة في شركة الخطوط الجوية ومواجهة الفساد داخلها وذلك بعد قيامها باستئجار 3 طائرات لتعزيز أسطولها الحالي اثر اضطرابات في بعض الرحلات بداية الشهر الجاري بسبب مشاكل تقنية مفاجئة لعدد من الطائرات.
وأكد خلال اجتماعه بمجلس الأمن القومي الاثنين أن الواجب الوطني المقدّس يقتضي اليوم مواصلة الحرب على الفساد وليس أمامنا سوى الانتصار.
ويبدو ان الرئيس سعيد رفض الاعتذار الذي قدمته الشركة بخصوص المشاكل التقنية التي تعرضت لها الطائرات قائلا إن ما حصل "أمر يرتقي إلى مستوى الجريمة يتحمّل مسؤوليتها لا فقط من قاموا بالتنفيذ ولكن أيضا من خططوا لها ولغيرها في عدد من المرافق العمومية".
وقال وفق بيان من مؤسسة الرئاسة "ان انتظارات الشعب التونسي كبيرة ولا بد من العمل بسرعة قصوى على تحقيقها وتجسيدها بفكر جديد وبمفاهيم جديدة تقطع نهائيا مع الماضي".
وأكد أن اللوبيات التي بدأت تتحرّك هذه الأيام وامتداداتها داخل عدد غير قليل من الإدارات والمؤسسات والمنشآت العمومية يقتضي الواجب المقدس تفكيكها ومحاسبتها ومحاسبة كل من يُنفّذ مخططاتها الاجرامية.
وسيواجه سعيد دون شك نقابة قوية تابعة للاتحاد العام التونسي للشغل تسيطر على كل المرافق في الشركة.
وأعلنت السلطات التونسية في شهر أغسطس/اب الماضي إيقاف رئيس مدير عام شركة الخطوط التونسية خالد الشلي في خطوة سلطت الضوء على تواصل ممارسات الفساد المالي والإداري، داخل الشركة. وقبل ذلك تم إيقاف كاتب عام نقابة الخطوط التونسية نجم الدين المزوغي اثناء محاولته الهروب الى ليبيا.
وكان الرئيس التونسي أعلن منذ اتخاذه الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021 شن حرب على الفساد وتعهد بمواصلتها في حملته الانتخابية الرئاسية.
وبحث مجلس الامن القومي كذلك غلاء الأسعار وضرورة محاسبة المحتكرين والمضاربين حيث قال سعيد ان عمليات المراقبة التي تمت في وقت من الأوقات لم تكن ناجعة وتم التركيز على صغار التجار وغضّ الطرف عن كبار المحتكرين.
وأوضح الرئيس التونسي "أن أسواق الجملة توجد إلى جانبها أسواق جملة موازية تسيطر على ما هو ظاهر وما هو مخفي في المسالك التي تُعرف بمسالك التوزيع." مشدد على أن قوت الشعب التونسي خط أحمر والمسؤولية الوطنية تقتضي تفكيك هذه المسالك والشبكات الاجرامية ومحاسبة كل طرف فيها".
وقبل أيام أدى سعيد زيارة مفاجئة لمحافظة صفاقس وكشف عن عدد من ملفات الفساد في ضيعة "هنشير الشعال" وهي ثاني أكبر غابة زيتون في العالم على ملك الدولة التونسية.
وتعرضت العديد من الحكومات في العشرية الماضية لانتقادات وحتى اتهامات بالفساد بسبب سوء التصرف في الشركات المصادرة والتي كانت تدر زمن النظام السابق عائدات مالية هامة فيما تشير الكثير من التقارير لتورط لوبيات الفساد المتحالفة مع السياسيين.
وتعرضت العديد من الأملاك المصادرة لسوء تصرف ما أدى الى تلف كثير منها على غرار السيارات الفخمة حيث يتم بيعها بأسعار زهيدة للغاية.