سيباهان الإيراني يدفع ثمن استفزاززاته للاتحاد الآسيوي

الاتحاد الآسيوي يعتبر النادي الايراني خاسرا بنتيجة 0-3 للمواجهة الملغاة في 2 تشرين الأول/أكتوبر ضمن مسابقة دوري أبطال آسيا ويفرض عليه غرامة بقيمة 200 ألف دولار أميركي ويحرمه من اللعب في ملعبه نقش جاهان في المباريات القارية الثلاث المقبلة.

كوالالمبور - عاقب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الخميس فريق سيباهان الإيراني على وضع تمثال على مشارف ملعبه للجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قتله الأميركيون في العراق، واعتبره خاسراً بنتيجة 0-3 للمواجهة التي كانت مقررة في 2 تشرين الأول/أكتوبر ضمن مسابقة دوري أبطال آسيا وألغيت بسبب اعتراض الفريق الزائر.

واعتبر الاتحاد القاري ان سيباهان خلق بيئة أمنية غير آمنة وغير مستقرة داخل الملعب مما أدى إلى الغاء المباراة وحذّره بوجوب "إزالة التمثال ذات الصلة واللافتات من ملعب نفش جاهان في اصفهان في كل المباريات المستقبلية ضمن البطولات القارية"، ملوّحاً بعقوبات أقسى بحال تكرار المخالفة.

وضمن لائحة قراراته الانضباطية، فرض الاتحاد القاري غرامة بقيمة 200 ألف دولار أميركي على سيباهان وحرمه اللعب في ملعبه نقش جاهان في المباريات القارية الثلاث المقبلة، فيما الثالثة تكون مع وقف التنفيذ لفترة ثلاث سنوات.

سيباهان سيستأنف

جاء ردّ سيباهان سريعاً ووصف قرار الاتحاد الآسيوي بانه "ليس صحيحاً بأي شكل من الأشكال ويعتبر نفسه صاحب الحق في هذه القضية".

وقال سيباهان انه ردّ على "اتهامات الطرف الآخر التي لا أساس لها.. لكن للأسف رفضت لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي الطلبات القانونية والحقيقية في كثير من الحالات دون ابداء الاسباب".

وكشف سيباهان انه سيستأنف لدى الجهات القانونية المختصة وانه "أحال القضية إلى محكمة التحكيم الرياضية وفقا للوائح الدولية".

استياء

وكان مصدر في نادي الاتحاد كشف بعد الغاء المباراة ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن دور المجموعات، إن اداريي نادي مدينة جدة استاؤوا من وجود تمثال نصفي لسليماني على مشارف المستطيل الأخضر "وجد إداريو النادي تمثالاً نصفياً لقاسم سليماني في الممر المؤدي إلى الملعب... هي مجرد مباراة كرة قدم وتواجد التمثال لا علاقة له بالموضوع".

وتابع المصدر "طلبنا منهم ازالة التمثال قبل البدء بعملية الاحماء فرفضوا. عاد الفريق إلى غرف تبديل الملابس...".

وأصدر فريق مدينة جدة بياناً قال فيه انه بعد وصوله الى الملعب "تم ابلاغه من قبل مراقب الاتحاد الآسيوي أن المباراة لن تقام وفق الموعد المحدّد وبإمكان الفريق مغادرة الملعب ووفقا لذلك غادرت بعثة النادي متجهة للمطار".

ودعا النادي السعودي الاتحاد القاري لحفظ حقوقه "التي كفلتها الانظمة واللوائح".

في المقابل، قال مدير عام نادي سيباهان محمد رضا ساكت للتلفزيون الإيراني الرسمي ان "طلب نادي الاتحاد كان خارج الأعراف الرياضية والأصول المعتادة".

وتابع ان استاد اصفهان استضاف "العشرات من المباريات الدولية بنفس المظهر. تدرّب فريق الاتحاد أمس بنفس الظروف والتصميم الحالي للملعب. كما شكر فريق سيباهان".

وقالت وكالة تسنيم الإيرانية ان تمثال سليماني كان "جزءاً" من الملعب ولا علاقة له بالمباراة "ما حصل مع الفريق السعودي ومغادرته الملعب كان مجرد اختلاق أعذار".

ذهاب وإياب

وكان الاتحاد القاري قرر هذا الموسم اقامة مواجهات الأندية السعودية والإيرانية في دوري ابطال آسيا بنظام الذهاب والإياب في البلدين، وذلك بعد اقامتها على أرض محايدة منذ 2016 بسبب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.

وأقيمت المباريات بين فرق الاتحادين السعودي والإيراني، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، على أرض محايدة في الدول الخليجية المجاورة، بحسب قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي عام 2016.

وكانت الرياض قطعت علاقاتها مع طهران عام 2016 اثر هجوم شنّه متظاهرون إيرانيون على كلّ من سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، احتجاجاً على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

لكنّ البلدين اتّفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ تمّ التوصّل إليه بوساطة صينية في العاشر من آذار/مارس الماضي. وتطوّرت العلاقات بين إيران والسعودية حين فتحت الجمهورية الإسلامية سفارتها في السعودية في السادس من حزيران/يونيو.

وقضى سليماني، القائد السابق لفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري وأحد أبرز مهندسي السياسة الإقليمية لطهران، بضربة من طائرة أميركية مسيّرة قرب مطار بغداد في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

قُتل سليماني عندما كان في الثانية والستين من العمر، بعد مسيرة طويلة تدرّج خلالها في الحرس الثوري وصولا الى قيادة فيلق القدس أواخر التسعينات. وينسب إليه دور كبير في تعزيز نفوذ إيران في الشرق الأوسط، خصوصا في العراق وسوريا، والقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في البلدين.