سيناتور أميركي يحشد في مجلس النواب لتصنيف بوليساريو تنظيما إرهابيا

النائب في مجلس النواب الأميركي جو ويلسون يقدم مقترح قانون يهدف إلى تصنيف بوليساريو تنظيما إرهابيا، مرفقا بتقارير ووثائق تكشف تورط الجبهة الانفصالية في مخططات عدائية.
ويلسون يؤكد أن بوليساريو تؤمن موطئ قدم إستراتيجي لطهران في إفريقيا

واشنطن - قدم النائب في مجلس النواب الأميركي جو ويلسون مقترح قانون يهدف إلى تصنيف جبهة بوليساريو الانفصالية تنظيما إرهابيا، فيما تضمنت المبادرة عدة أدلة على تورط الكيان غير الشرعي في مخططات تهدد استقرار المنطقة، بالإضافة إلى علاقاتها بالمنظمات المتطرفة، ما يعزز احتمال التصويت عليه، في خطوة من شأنها أن تحسم ملف الصحراء المغربية خاصة في ظل دعم الإدارة الأميركية للموقف المغربي وتأييد واشنطن الراسخ لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة الرباط كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل.

ويمثل هذا المقترح تحولاً استراتيجياً في السياسة الأميركية تجاه قضية الصحراء المغربية، فبدلاً من الحياد الإيجابي يتجه موقف الولايات المتحدة نحو وصم بوليساريو بالإرهاب، مما يقوي موقف المملكة بشكل كبير.

ويتزامن هذا التحرك مع تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل جاد وواقعي لإنهاء النزاع، فيما ينتظر أن يؤدي تصنيف بوليساريو منظمة إرهابية إلى تعميق عزلتها، بالنظر إلى أن القرار المتوقع سيحظر على كافة الدول والمنظمات التعامل مع الجبهة أو دعمها.

وقال ويلسون الخميس، في منشور على منصة "إكس"، إن "بوليساريو ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران وحزب الله وروسيا"، مضيفا أنها "توفر موطئ قدم استراتيجي لطهران في إفريقيا وتزعزع استقرار المملكة المغربية، الحليف الأميركي منذ 248 عاما".

وأرفق السيناتور الأميركي مقترحه بالعديد من التقارير التي تثبت تورط بوليساريو في أعمال إرهابية والتحالف مع أطراف معادية للولايات المتحدة مثل إيران، من بينها صور لعناصر من ميليشيات الجبهة الانفصالية إلى جانب صورة الخميني في سنة 1980، معتبرا أنها "محاولة كان الهدف منها حشد الدعم الإيراني للكيان غير الشرعي".

وأورد النائب مقتطفات من تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية أشار إلى قيام 3 ضباط من حزب الله بإجراء تدريبات عسكرية في مخيمات تندوف لفائدة عناصر من بوليساريو، لافتا إلى أن أحدهم كان من الذين خططوا للهجمات التي هزت كربلاء العراقية عام 2007 وأدت إلى مقتل 5 جنود أميركيين، قبل أن يُقتل سنة 2023 في ضربة إسرائيلية استهدفت الأراضي السورية.

كما أشار إلى تعدد روابط إيران وبوليساريو، من بينها ما صرح به ما يُسمى "وزير داخلية" الجبهة الانفصالية عام 2022، بأن عناصرها يتدربون على استخدام طائرات مسيرة.

وسلط المقترح الضوء على تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" كشفت فيه عن تدريبات إيرانية لعناصر من بوليساريو زودتهم بطائرات مسيرة، محذرا من مخاطر تزايد قوة وقدرات الجبهة الانفصالية.

وفي حال التصويت على مشروع قانون تصنيف بوليساريو تنظيما إرهابيا فإنه سيزيل قناع الشرعية عنها ويقوض قدرتها على المناورة في المحافل الدولية مثل الاتحاد الأفريقي والبرلمان الأوروبي.

وسيؤدي التصنيف إلى تجميد أصول الجهبة الانفصالية وتفكيك شبكات التهريب والأسلحة التابعة لها، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الأفراد والجهات التي تتعاون معها.

وسيزيد من الضغط على الدول المتهمة بدعم بوليساريو، وعلى رأسها الجزائر التي أججت التوتر ولعبت دورا بارزا في إطالة أمد النزاع، بتوفير الغطاء السياسي لقادة الجبهة.

كما يتوقع أن يساهم التصنيف في زيادة الرقابة على المساعدات الإنسانية المقدمة لمخيمات تندوف، ويحد من قدرة بوليساريو على استغلالها والتمعش منها، في خطوة من شأنها أن تنهي معاناة الصحراويين الذين يئنون تحت وطأة الانتهاكات التي ترتكبها الجبهة الانفصالية بهدف إذلالهم.