شعور بالخذلان يدفع سوريا الديمقراطية لمفاوضات مع الأسد

مجلس سوريا الديمقراطية يعقد مؤتمرا في مدينة الطبقة لبحث إطلاق منصة للتفاوض مع دمشق في ظل إحساس بأن واشنطن لن تضحي بعلاقاتها مع أنقرة لأجل دعم المجلس.

تغاضي واشنطن عن احتلال تركيا لعفرين أثار قلق الأكراد
معارضة الداخل تشارك في مؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية
الأسد خيّر في السابق مجلس سوريا الديمقراطية بين التفاوض أو الحرب

الطبقة (سوريا) - أعلن مجلس سوريا الديمقراطية وهو الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، إنه يدرس إنشاء منصة تمثل سكان المناطق الخاضعة لهذه القوات في شمال سوريا، استعدادا لمفاوضات محتملة مع النظام السوري.

وقوات سوريا الديمقراطية ائتلاف يضم أكرادا وعربا وتحظى بدعم كبير من الولايات المتحدة.

وتأتي هذه التطورات بينما تواجه الوحدات الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية ضغوطا شديدة من قبل تركيا التي تدعم فصائل سورية معارضة وتسيطر على مناطق واسعة كانت إلى وقت قريب تحت سيطرة أكراد سوريا.

ويبدو أن قوات سوريا الديمقراطية التي انتقدت في السابق تخاذل التحالف الدولي بقيادة واشنطن حين هاجمت القوات التركية مدينة عفرين، تستشعر بالفعل تخلي التحالف عنها في فترة لاحقة.

وكانت الإدارة الكردية قد أعلنت ذلك صراحة بعد احتلال تركيا لعفرين وتشريد أهلها، قائلة إن واشنطن لن تضحي بعلاقاتها مع أنقرة من أجل الأكراد.

واتفقت تركيا والولايات المتحدة على تسيير دوريات مشتركة في مدينة منبج مقابل إخراج الوحدات الكردية منها، في مؤشر آخر يؤكد مخاوف الإدارة الذاتية للأكراد.

وباشر مجلس سوريا الديمقراطية الاثنين أعمال مؤتمر يستغرق يومين في مدينة الطبقة في شمال سوريا بحضور نحو 240 شخصا، بينهم مسؤولون عن الأراضي الخاضعة لحكم ذاتي تحت سيطرة الأكراد، إضافة إلى ممثلين عن معارضة "الداخل" التي يغض النظام السوري الطرف عن نشاطها.

وقال عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية، حكمت حبيب "أحد أهداف هذا المؤتمر هو تشكيل منصة للتفاوض مع النظام السوري".

وأضافت أن هذه المنصة "ستمثل كافة مناطق الإدارة الذاتية ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كما ستشمل الرقة ودير الزور ومنبج".

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011 تمكن الأكراد من السيطرة على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا أقروا فيها نظام حكم ذاتي.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان مساحة الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بـ27 بالمئة من مساحة سوريا من ضمنها حقول نفطية مهمة، في حين تمكنت قوات النظام من استعادة نحو 60 بالمئة من مساحة البلاد مستندة إلى دعم قوي من روسيا وإيران.

ولا ينظر النظام السوري بعين الرضا لهذا النفوذ الواسع للأكراد في شمال سوريا وفي أواخر مايو/ايار، هدد الرئيس السوري بشار الأسد باللجوء إلى القوة لفرض السيطرة على مناطق نفوذ الأكراد، من دون استبعاد التفاوض.

وقال الأسد في مقابلة صحافية في أواخر مايو/ايار في كلامه عن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات من السوريين. إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم".

واثر ذلك أعلن المجلس الديمقراطي السوري استعداده للدخول في "محادثات من دون شروط" مع النظام.