صيادة فلسطينية تدرب النساء والأطفال على ركوب الأمواج

الرياضية حمامة جُربان تعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة.

جسر الزرقاء (إسرائيل) ـ رغم طول السواحل في إسرائيل التي تطل على البحر المتوسط، فإن الأقلية العربية بها كانت تتجنب تقليديا ممارسة رياضة ركوب الأمواج.

وفي الآونة الأخيرة، بدأ ذلك التوجه يتغير تدريجيا، إذ شرع المزيد من العرب في ركوب الأمواج، وينسب كثيرون منهم الفضل في ذلك للصيادة والمنقذة الفلسطينية حمامة جُربان.

وتتولى حمامة التي توصف بلقب "بنت البحر" نظرا لكونها من بين عدد قليل من الإناث اللائي يركبن الأمواج ويعملن مُنقذات للمصطافين ويعملن في صيد السمك، تدريب النساء والأطفال على كيفية ركوب الأمواج.

وبدأ شغف حمامة بركوب الأمواج منذ طفولتها المبكرة في بلدة جسر الزرقاء التي تضم شواطئ تعشقها القلوب، ومنذ بدء ركوبها الموج أدمنت الأمر وقررت نقل شغفها إلى الآخرين في مجتمعها.

وحمامة جُربان رياضية وصيادة سمك ومنقذة ومدربة سباحة، ومدربة ركوب الأمواج ولاعبة كرة قدم.

وتقول حمامة إنها تعلم الأطفال ركوب الأمواج لأن ذلك يعني لها "إثباتا وهوية كعرب في إسرائيل وأكبر تحد تحديناه من خلال أول مدرسة عربية لركوب الأمواج التي توجد بقرية الصيادين".

وترأس حمامة مع أخيها ناديا لركوب الأمواج باسم "ركوب الموج من أجل السلام".

وقرية جسر الزرقاء هي القرية العربية الوحيدة في إسرائيل على ساحل البحر المتوسط، وتتوسط الطريق الرئيسي بين حيفا وتل أبيب. وهي من أفقر القرى في المنطقة. بيوتها عبارة عن أكواخ من الصفيح وشوارعها ضيقة.

لكن على الخط البحري، مناظر طبيعية جميلة، إذ يمر فيه نهر الزرقاء أو "نهر التماسيح"، وتظهر آثار طواحين قديمة وبقايا سد وحرش بات متنزها ومحمية طبيعية منذ التسعينات.

وتتولى حمامة حاليا مهمة تعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة من خلال تدريب النساء والفتيات العربيات على ركوب الأمواج، وتأمل في زيادة الوعي بخصوص السلامة في البحر بعد عدة حوادث غرق على مر السنين، وهي نفسها عضو في فرق الإنقاذ.

وتقول "أنا بنت البحر، أنا موجودة هنا، ومستقبلي هنا أيضا سأبقى صيادة ومنقذة أساعد الناس، فذلك أهم شيء بحياتي".

وفي ما يتعلق بالإقبال على تعلم رياضة ركوب الأمواج، أشارت حمامة "هناك إقبال كبير، الرياضة جديدة على النساء، صرن يأتين إلى شاطئ جسر الزرقاء ويمارسن هذه الرياضة، أنا أعطيهن أشياء تساعدهن في الاستمرار والنجاح  بحياتهن".

وقالت آيات أبوشيهاب، وهي متدربة على ركوب الأمواج تأتي مع أبنائها لممارسة هذه الرياضة، "يأتي الأولاد ليتدربوا، ثم صرت أتدرب معهم لأتعلم كيف أسبح وأستمتع بالبحر، واكتشفت أن رياضة ركوب الأمواج جيدة جدا وخاصة للنساء، فهي تعطيهن طاقة وتعلمهن التحدي".

وأعربت المتدربة على ركوب الأمواج الطفلة أيلول زايط (11 عاما) عن سعادتها بالمجيء إلى البحر، قائلة إنها "متعلقة بالأستاذ محمد، لأنه يعلمنا إلى جانب حمامة كيف نركب الأمواج وهي رياضة جد رائعة".