عبدالباقي يوسف يلامس 'أطراف الظلام' بدمشق

الكاتب السوري يتغلغل في روايته في وقائع الحياة الدمشقيّة.

القاهرة - صدرت في القاهرة عن دار رنة للنشر والتوزيع رواية جديدة للروائي السوري عبدالباقي يوسف بعنوان "أطراف الظلام".

تدور أحداث الرواية الجديدة في دمشق بين عامَي 1984 – 1994، حيث تتغلغل بين صفحاتها وقائع الحياة في ذاك العقد من الزمن، من خلال الشخصيّة المحوريّة فيها "توفيق" الكاتب الشاب آنذاك الذي يقرّر ترك مدينته النائية الحسكة والذهاب للإقامة في العاصمة دمشق، حيث يتزوَّج من صديقته الشاعرة "إلهام" ويذهب برفقتها إلى بيروت، ولكن تتعرَّض إلهام لحادث سير في باص نقل آنسات الحضانة حيث تعمل في الروضة، وتموت تاركةً ابنتهما "حنين" التي كانت قد بلغت سنة ونصف من عمرِها: "فرجعتُ إلى دمشق مهزوماً، رجعتُ مُحطَّماً، أخذتُ معي إلهام كتلةً من الحيويّة، وأعدتها جثّةً هامِدة". وذات يومٍ بينما كان يمشي برفقة ابنته في سوق الحميدية تراه "ترنيم" الفتاة البهائية الجميلة التي كانت صديقةً لزوجته إلهام، وكانت أحياناً تأتي برفقتها إلى بيته، فتنشب بينهما علاقة ولكنه فيما بعد يقرر الزواج من "ياسمين" ابنة صديقه الدكتور "عصمت" المطلقة والتي تعمل محررة ومدققة لغوية في صحيفة محلية في دمشق. عصمت الذي كان قد قتل ممرّضته في ظروفٍ غامضة، بعد علاقة معها لمدة سنتَين، تلك الظروف الغامضة التي أدَّت إلى موت زوجته أيضاً، وقرّر ترك مهنة الطبّ، وشراء مزرعة على أطراف المدينة، والتفرّغ للقراءة والاستماع إلى الموسيقى، ذاك الشخص الذي أحدث تحوّلاً كبيراً في حياة توفيق الذي كان قد تعرَّف عليه في أوّل معرضٍ يُقام للكِتاب في دمشق سنة 1985.

تتغلغل وقائع الحياة الدمشقيّة بسخونة بين دفتَي الرواية، وتحضر المقاهي الثقافية، والأحياء، والجادات، والشوارع، والأسواق، والمقاصف، وتداعيات السلطة الأمنية الشديدة. لكن زواجه من ياسمين لا يتم عندما تهدّده ترنيم بالانتحار في حال زواجه منها، فيقرّر الهجرة إلى السويد ويبقى فيها وتنقطع علاقته بدمشق حتى اليوم الأول من عام 2025 حيث يقرّر العودة إليها بعد ثمان وعشرين سنة من الغربة، وذلك عند التحوّل الكبير الذي حصل في سورية.

صدرت هذه الرواية عن دار رنة في القاهرة 2025 ووقعت في 265 صفحة مقسَّمة على عشرة فصول، مع مجموعة من الحواشي السفلية عن أسماء الأماكن التي ترد في الرواية.