عدد قياسي جديد لوفيات كورونا في إيران

إيران تسجل 163 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة لترفع الحصيلة الرسمية الإجمالية للوباء في إيران إلى 11571 وفاة.
روحاني يدعو إلى معاقبة من لا يضع كمامة بحرمانه من الخدمات
ملف قضائي سري يبحث اختفاء عينات اختبارات كورونا في خوزستان
الريال الإيراني يهبط لمستوى قياسي جديد

طهران - أعلنت وزارة الصحة الإيرانية الأحد 163 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، في أعلى عدد وفيات رسمي يومي في إيران منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19 في شباط/فبراير.

وسُجّل العدد القياسي السابق الاثنين وبلغ 162 وفاة. وإيران هي الدولة الأكثر تضرراً جراء فيروس كورونا المستجدّ في الشرق الأوسط.

وصرّحت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية سيما سادات لاري للتلفزيون الحكومي أن الوفيات الجديدة ترفع حصيلة الوباء الإجمالية في البلاد إلى 11571 وفاة. وهي حصيلة رسمية يشكك في صحتها الإيرانيون حيث يتوقع أن تتجاوز أعدادا الإصابات والوفيات ذلك بكثير في وقت تواصل فيه السلطات تتكتم عن الوضع الفعلي للوباء في البلاد.

وأضافت سادات لاري أن خلال الساعات ال24 الأخيرة، ثبُتت إصابة 2560 شخصاً بكورونا المستجدّ "ما يرفع عدد الإصابات الإجمالي إلى 240 ألف و438 شخصا.

ويأتي هذا الإعلان في حين أعربت إيران التي تواجه منذ عدة أسابيع ارتفاعاً في عدد الإصابات والوفيات الجديدة، عن نيتها فرض وضع الكمامات بشكل إلزامي في الأماكن العامة، في إطار مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجدّ.

وأمس السبت، دعا الرئيس حسن روحاني إلى عدم تقديم الخدمات للأشخاص الذين لا يضعون كمامات في الأماكن العامة المغلقة، في إطار جهود حكومته لإلزام السكان بوضعها.

ووضع الكمامات إلزامي في وسائل النقل العام في إيران بينما أقر مجلس مدينة طهران أن كثرين لا يلتزمون بالأمر في الحافلات والقطارات التي يديرها في العاصمة.

وأفاد روحاني في خطاب أمام اللجنة المكلفة مكافحة تفشي الفيروس في الجمهورية الإسلامية التي صنفت بؤرة لتفشي الوباء في المنطقة، أن أمر فرض وضع الكمامات "يحتاج إلى ما يضمن بأنه سيتم احترامه".

ومنذ أواخر الشهر الماضي، أطلقت الحكومة حملة توعية وضع المسؤولون ومذيعو القنوات الرسمية في إطارها الكمامات أمام عدسات الكاميرات لتشجيع الناس على استخدامها فيما بقيت سياسات الحكومة مذبذبة حيث استعجلت منذ مدة عودة الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها غير آبهة بالخطر المحدق بالمواطنين في ظل عدم توفرها على الآليات والأدوية للتصدي للوباء بسبب العقوبات المفروضة على البلاد.

وتراجع الريال الإيراني إلى مستوى منخفض جديد أمام الدولار في السوق غير الرسمية أمس السبت في ظل الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد جراء فيروس كورونا والعقوبات الأميركية.

وذكر موقع "بونباست دوت كوم" المتخصص في أسعار الصرف الأجنبي أن الدولار بيع بما يصل إلى 215.550 ريال مقابل 210 آلاف ريال في بداية تعاملات السبت.

وساهم تراجع أسعار النفط وانحسار النشاط الاقتصادي العالمي في اتساع نطاق الأزمة الاقتصادية داخل إيران التي تحاول السلطات فيها التغطية على حجم الكارثة التي تعشيها عبر إخفاء الأعداد الحقيقية للإصابات والفئات المتضررة من الوباء.

ل
لا حل أمام الإيرانيين سوى التعايش مع الفيروس في ظل عجز الحكومة عن حمايتهم

وكان موقع "إيران إنترناشيونال" قد نشر أمس السبت وثيقة قال إنها "تؤكد اختفاء 11000 عينات اختبار كورونا، في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران بعد أن نفى مسؤولو الصحة في المحافظة فقدان تلك العينات وحاولوا إخفائها".

 وتظهر هذه الوثيقة أنه رغم إنكار السلطات، فقد تم رفع دعوى قضائية سرية لاختفاء 11000 اختبار كورونا في خوزستان التي تم وضعها على اللائحة الحمراء الخاصة بمدى انتشار الوباء منذ أسابيع.

 وقال الموقع الإيراني إنه عقب نشر تصريحات محمد علوي، رئيس مركز خوزستان الصحي، يوم الاثنين 15 يونيو/حزيران، حول اختفاء 11000 عينات اختبار كورونا، نفى مسؤولون في وزارة الصحة وجامعة الأهواز للعلوم الطبية "فقدان العينات".

وفي الوثيقة التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، ووَّقع عليها حس عابد بور، المحقق في مكتب المدعي العام ومحكمة الثورة في الأهواز تؤكد طلب التحقيق بشكل سري، من ممثل وزارة الصحة في خوزستان عن عدد العينات المأخوذة  منذ بداية تفشي فيروس كورونا في المحافظة حتى 18 يونيو/حزيران وتحديد موقع العينات المفقودة وتاريخ اختفائها وتحديد المسؤول عن ذلك.

ونفى فرهاد أبو النجديان، رئيس جامعة الأهواز للعلوم الطبية، في وقت سابق فقدان 11 ألف عينة اختبار كورونا في محافظة خوزستان، واصفا هذه الأخبار بأنها "شائعات"، وأنها "خاطئة تمامًا".

وقال إن "سبب انتشار هذه الشائعات هو فصل أحد مُديري مراكز الأهواز الصحية".

وقالت جامعة جندي شابور الأهواز للعلوم الطبية، في 15 يونيو/حزيران، في بيان، إن الأخبار المتعلقة بعينات اختبار كورونا في خوزستان "خاطئة تمامًا، وبعيدة عن الواقع"، مضيفة أنه "من المُدهش كيف تم تضخيم وتشويه هذه القضية بوسائل الإعلام المختلفة، ونشرها بسرعة تحت عنوان زائف، وهو 'اختفاء العينات'؟".

وتشير وثيقة المُحقق في الفرع 19 بمكتب المدعي العام والثوري في الأهواز إلى وجود ملف قضائي سري بشأن اختفاء عينات اختبارات كورونا في خوزستان.

واليوم وبعد حوالى 20 يوما من الحادثة تضع الوثيقة التي نشرها الموقع الإيراني المسؤولين الإيرانيين في مأزق يكشف التظليل الرسمي الذي تعتمده السلطات الإيرانية للتغطية عن حجم انتشار الفيروس التاجي المستجد في البلاد.

واعترف علي رضا رئيسي، مساعد وزير الصحة بفشل خطة الحكومة المسماة "التباعد الذكي" لمنع تفشي الوباء، والذي روج لها المسؤولون الحكوميون بمن فيهم روحاني.

وقال رئيسي خلال برنامج تلفزيوني، اليوم الأحد "لم يكن التباعد الذكي ناجحا. ولو كان الأمر كذلك، لما كنا في هذا الوضع"، معبرا عن خيبة أمله في امكانية توفر لقاح على مستوى العالم في غضون عام.

واعترف مساعد وزير الصحة أنه "وفقا لتقييمنا، فقد وصلنا إلى أدنى مستوى للمرض في مايو/أيار، ولكن بعد ذلك أخذ المرض يتفاقم.