عرض أوبرالي خاص بالرضع في نيويورك

الالوان تلفت الرضع

نيويورك (الولايات المتحدة) - يتوافد الأهل إلى أوبرا متروبوليتان في نيويورك هذا الأسبوع لحضور عرض خاص برفقة أطفالهم.

فأوبرا \"بامبينو\" الممتد على 40 دقيقة ألّف خصيصا للرضّع وهو حطّ رحاله في الولايات المتحدة بعد حفلات في فرنسا وبريطانيا لعروض متواصلة على ستة أيام نفدت بطاقاتها.

يتجمّع أطفال مهندمون تراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر و18 شهرا في قاعة صغيرة في دار متروبوليتان في نيويورك وبعضهم يجلس في حضن أهله، في حين يدبّ البعض الآخر على الأرض وسط وسادات زرقاء.

ويمكن للصغار أن يضجّوا قدر ما شاؤوا، في حين يطلب من الأهل التحلّي بالهدوء.

وتصدح الموسيقى مع أغان تنشد بالإيطالية مع عازف تشيلو وعازف إيقاع ومغنيين يجولون وسط الأطفال ويقدمون لهم دمى قطنية على شكل طيور وبيضات ذهبية.

ويساعد هذا العرض في تهدئة الأطفال، فهم يتوقفون عن البكاء فورا لتأمل أعضاء الفرقة بأزيائهم الملونة وتعلو بسمة عريضة وجوههم.

سلون كامبل ابنة الأشهر الاثني عشر تحضر حصة موسيقية مرّة واحدة كل أسبوع ووالدتها كايت مانغاميلي تتعاون كمغنية مع دار متروبوليتان، لكن الفتاة الصغيرة تتفرّج مع \"بامبينو\" على أول عرض موسيقي مباشر في حياتها.

وتقول مانغاميلي إن \"الاستماع لهذا النوع من الأغاني من شخص ليس والدتها هو من دون شك بالأمر الكبير بالنسبة لها\".

ويروي هذا العرض قصة طير وصغيره وعلاقتهما قبل أن يبدأ الصغير بالتحليق وحده وينفصل عن ذويه.

ويقول فيليب ماكدرموت مدير هذا العمل \"ليس بالعرض المملّ الموجّه إلى الأطفال بل إنها قصة جميلة مع أداء موسيقي رفيع المستوى\".

وبغض النظر عن النكات التي تسري حول مساعي دار متروبوليتان إلى تخفيض معدّل عمر جمهورها من خلال هذا العرض، تحاول المؤسسة من خلال عملها الفني هذا التقرّب من الأطفال وأوليائهم لتفتح لهم نوعا من الفنون غالبا ما يعتبر نخبويا.

ويقول المؤلف الموسيقي ليام باترسون \"إنه لأمر رائع بالفعل أن نقدّم عرض أوبرا للصغار\"، معربا عن قناعته بأن الأطفال أيضا يتفاعلون مع الأنماط الموسيقية والأساليب والنصوص المختلفة.

إدماج الفنون في المناهج المدرسية

ويقرّ باترسون الذي كلّفته بهذا المشروع دار الأوبرا الاسكتلندية وقدّم العرض بداية في اسكتلندا ومانشستر، إن المجيء إلى نيويورك التي تضمّ إحدى أهمّ دور الأوبرا في العالم \"تجربة رائعة\" من دون شك.

وتقول شارلوت هوذر التي تؤدّي دور أوتشيلينا إن ردّات الفعل تختلف من عرض إلى آخر وباختلاف البلدان. ففي فرنسا، حافظ الأطفال على هدوئهم، في حين كانوا أكثر صخبا في الولايات المتحدة.

وتوضح \"كان الأولاد اليوم يتمتعون بثقة كبيرة بأنفسهم. ويتحلون فعلا بالجرأة\".

وتروي الممرضة جيسي ثيزل التي كانت الدهشة بادية على ابنتها بوني خلال متابعتها العرض \"كنت سعيدة جدا لأن طفلتي كانت تستمتع بالأداء طوال الوقت. ولم يسعني التوقف عن الابتسام\".

وفي اوساط الأوبرا الطامحة إلى توسيع نطاق انتشارها، لا يخفي القيمون على عرض \"بامبينو\" نيتهم اجتذاب جمهور من نوع جديد.

ويؤكد أعضاء الفرقة أن نوبات البكاء نادرا ما تصيب الأطفال خلال العرض وهي عادة ناجمة عن تعب أو حاجة إلى الطعام.

ويقول بيتر غيلب المدير العام لدار متروبوليتان أن \"بامبينو\" هو \"راهنا في مرحلة الاختبار وسنرى ما ستؤول إليه الأمور\".

ويشدّد على \"ضرورة إدماج الفنون في المناهج المدرسية ومن الممكن البدء في سن جدّ باكرة\".