عشرات القتلى بينهم عسكريون في حرائق 'متعمدة' بغابات الجزائر

وزير الداخلية الجزائري يتعهد بفتح تحقيق في حرائق اندلعت في توقيتات متزامنة في غابات تزي وزو من دون أن يستبعد أن تكون مفتعلة، قائلا "وحدها الأيدي المجرمة يمكن أن تكون مسؤولة عن اندلاع نحو 50 حريقا في آن واحد في عدة مناطق بالولاية.
الجزائر تطلب دعما دوليا في مواجهة سلسلة حرائق
تونس تشهد موجة حرّ غير مسبوقة وحرائق في شمالها

الجزائر - قالت الحكومة الجزائرية اليوم الثلاثاء إن مشعلي حرائق هم المسؤولون عن العشرات من حرائق الغابات التي أدت إلى مقتل 42 شخصا من بينهم 25عسكريا وتدمير عدد من المنازل شرقي العاصمة.

وتصاعدت أعمدة الدخان من حرائق في الغابات الواقعة في ولاية تيزي وزو اليوم الثلاثاء، بينما استخدم السكان فروع الأشجار والمياه في محاولة لإخماد النيران قدر استطاعتهم.

وقال شهود إن عدة منازل احترقت بينما فرت الأسر إلى فنادق وبيوت للشباب ومساكن الجامعات، في حين واجهت أطقم الإطفاء صعوبة في الرؤية بسبب الدخان الكثيف.

وقال محمد وهو أحد السكان الفارين من قرية عزازقة مع أسرته إلى أحد الفنادق "عشنا ليلة مرعبة. احترق منزلي تماما".

وصرح وزير الداخلية كامل بلجود بأنه سيتم فتح تحقيق لمعرفة المسؤولين عن إشعال الحرائق، مضيفا أن الوفيات ارتفعت إلى ستة.

وفي وقت لاحق اليوم، ذكرت وزارة الدفاع في بيان أن 18 عسكريا لقوا حتفهم وأصيب سبعة خلال مكافحة الحرائق.

وقال رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبدالرحمن مساء اليوم الثلاثاء للتلفزيون الحكومي إن عدد القتلى ارتفع إلى 42، من بينهم 25 عسكريا.

وأضاف أن الحكومة طلبت المساعدة من المجتمع الدولي وتجري محادثات مع شركاء لاستئجار طائرات للإسراع بإطفاء الحرائق.

وقال وزير الداخلية في تصريحات للتلفزيون الرسمي "وحدها الأيدي المجرمة يمكن أن تكون مسؤولة عن اندلاع نحو 50 حريقا في آن واحد في عدة مناطق بالولاية".

ولا يزال رجال الإطفاء والجيش يحاولون السيطرة على الحرائق، وقال بلجود إن الأولوية هي تجنب سقوط المزيد من الضحايا. وتعهد بتعويض المتضررين.

واشتعلت حرائق أصغر نطاقا في الغابات في 13 ولاية على الأقل منذ مساء أمس الاثنين.

وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قد اعلن قبل ذلك مصرع 25 عسكريا خلال إنقاذهم 100 شخص جراء حرائق شرقي البلاد.

وتشهد عدة ولايات جزائرية منذ أيام اندلاع حرائق مهولة وزاد من حدتها موجة حر شديد ورياح جنوبية حارة وقوية.

وقال تبون عبر حسابه الموثق على تويتر "ببالغ الحزن والأسى، بلغني نبأ استشهاد 25 من أفراد الجيش الوطني الشعبي"، موضحا أن هؤلاء لقوا مصرعهم "بعد أن نجحوا في إنقاذ أكثر من 100 مواطن من النيران الملتهبة بجبال بجاية وتيزي وزو (شرق)".

وأضاف "أمام هذا الخطب الجلل، ننحني بخشوع أمام أرواح أبناء الوطن البررة وتعازيّ لكل أسر الشهداء".

وفي تونس المجاورة اندلعت كذلك حرائق في توقيتات متزامنة في غابات عين دراهم، بينما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

ويسود اعتقاد أن هذه الحرائق مفتعلة، إلا أن موجة حرّ شديد قد تكون من بين الأسباب الأكثر ترجيحا لاندلاع تلك الحرائق.

وتشهد تونس موجة حر شديد حيث سجلت الثلاثاء درجات حرارة قياسية، وفق ما ذكر المعهد الوطني للرصد الجوي وخصوصا في شمال ووسط البلاد.

وفي العاصمة تونس، بلغت الحرارة 48 درجة مئوية عند منتصف نهار الثلاثاء وهي أعلى درجة حرارة منذ تسجيل 46.8 درجة في 1982.

وتزيد الحرارة من 9 إلى 15 درجة عن المعدل الموسمي خصوصا في الشمال والوسط الشرقي، بحسب المعهد الذي توقع "انخفاضا تدريجيا" في درجات الحرارة اعتبارا من الخميس.

كما تم تسجيل درجات حرارة قياسية الأحد في جنوب البلاد بلغت 48.5 درجة مئوية، بحسب المصدر ذاته.

ونصحت وزارة الصحة في صفحتها الرسمية على فيسبوك المواطنين بتجنب الخروج في الأوقات التي تبلغ فيها الحرارة ذروتها ودعتهم إلى شرب السوائل بانتظام.

وشجعت وزارة الزراعة المربين والمزارعين على اتخاذ إجراءات احترازية للحد من تأثير موجة الحر، لا سيما على الدواجن والمزروعات.