عقوبات أميركية تستهدف أحد أقطاب شحن الغاز والنفط الإيرانيين

وزارة الخزانة الأميركية تؤكد أن الشبكة التجارية لإمام جمعة تتحمل مسؤولية شحن كميات من الغاز والنفط الخام من إيران إلى الأسواق الخارجية بمئات الملايين من الدولارات.

واشنطن - فرضت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء عقوبات جديدة على قطب الغاز الطبيعي الإيراني سيد أسد الله إمام جمعة وشبكته التجارية، وذلك مع استمرار المحادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن الشبكة التجارية لإمام جمعة تتحمل مسؤولية شحن كميات من غاز البترول المسال والنفط الخام من إيران إلى الأسواق الخارجية بمئات الملايين من الدولارات.

وأضافت أن غاز البترول المسال والنفط الخام يشكلان مصدر دخل رئيسيا لطهران ويُسهمان في تمويل برنامجها النووي وبرامج الأسلحة التقليدية المتطورة، بالإضافة إلى تمويل جماعات تعمل لصالحها في المنطقة مثل جماعة حزب الله اللبنانية والحوثيين في اليمن وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس".

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في البيان "سعى إمام جمعة وشبكته إلى تصدير آلاف الشحنات من غاز البترول المسال بعضها من الولايات المتحدة للتهرب من العقوبات الأميركية وتحقيق إيرادات لإيران".

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران في أوقات سابقة خلال سير المحادثات. وارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل اليوم الثلاثاء بعدما ساعدت الإجراءات الجديدة وارتفاع أسواق الأسهم على إشعال موجة صعود للتعافى من عمليات بيع حادة في الجلسة السابقة.

وقال جون كيلدوف الشريك في شركة أجين كابيتال، ومقرها نيويورك، إنه رغم إحراز تقدم في المحادثات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني في مطلع الأسبوع الماضي، فقد يؤثر عدم التوصل إلى اتفاق بقوة على صادرات النفط الإيرانية في ظل تشديد العقوبات الأميركية.

وأضاف "إما التوصل إلى اتفاق نووي أو ستحاول الولايات المتحدة خفض تدفقات النفط الإيرانية إلى الصفر". وذكر روبرت يوغر المحلل لدى ميزوهو أن ارتفاع أسواق الأسهم، وهو ما يشير إلى زيادة إقبال المستثمرين على المخاطرة، ساهم أيضا في دعم أسعار النفط.

وأرجئت المحادثات الفنية التي كان من المقرر أن تجريها طهران وواشنطن في سياق المفاوضات بينهما بشأن الملف النووي لإيران، من الأربعاء إلى السبت، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء ولم تذكر الوزارة سبب إرجاء المباحثات.

ومنذ 12 أبريل/نيسان، أجرت واشنطن وطهران جولتي مباحثات بشأن الملف النووي للجمهورية الإسلامية، أولهما في مسقط والثانية في روما. وأكدت وزارة الخارجية العمانية أن الجولة الثالثة ستعقد في مسقط في الـ26 من الشهر الجاري.

وأكد مسؤولون على الجانبين الأميركي والإيراني تحقيق تقدم في جولتي المباحثات اللتين أجريتا إلى الآن.

وهذه المحادثات هي الأولى على هذه المستوى بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده أحاديا عام 2018 من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي.

وهدف الاتفاق المبرم عام 2015 الى تقييد أنشطة الجمهورية الإسلامية وضمان سلمية برنامجها، لقاء تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وأعاد ترامب عند انسحابه فرض عقوبات أميركية على إيران التي ردت بعد عام منذ ذلك، بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

وبعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني أعاد ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" حيال إيران، لكنه بعث برسالة إلى القيادة في طهران يحضها فيها على إجراء مباحثات بشأن الملف النووي، محذّرا من التحرك عسكريا في حال عدم التوصل الى اتفاق.