عقوبات تلوح من وراء 'الاستفزاز' الايراني للاتحاد السعودي

مراقبون يتوقعون تسليط ثلاث عقوبات على نادي سيباهان بعد حادثة تمثال قاسم سليماني على رأسها احتساب نقاط اللقاء لصالح نادي الاتحاد بنتيجة ثلاثة صفر، واعتبار سباهان خاسرا بسبب مخالفة اللوائح.

الرياض – تسود اجواء الترقب بعد الغاء مباراة الاتحاد السعودي ومضيفه سيباهان الإيراني الاثنين ضمن دور المجموعات في دوري أبطال آسيا لكرة القدم "بسبب ما اعتبره الاول "استفزازات ايرانية".

وذكر مصدر في نادي الاتحاد رفض الكشف عن اسمه لانه غير مخوّل بالحديث إلى الاعلام اداريي السعودي استاؤوا من وجود تمثال نصفي للجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قتله الاميركيون في العراق عام 2020، داخل الملعب.

أكدت قناة الاخبارية السعودية أن نادي الاتحاد غادر الملعب اعتراضا على ما وضع في الملعب من تمثال، وأن مراقب وطاقم حكام اللقاء طلبوا من المسؤولين الإيرانيين ازالة التماثيل واللافتات وتم الرفض من قبل مسؤولي سيباهان، وان مراقب الاتحاد الآسيوي دوّن كل التجاوزات التي ادت إلى الغاء اللقاء، وسيتم عرضها على لجنة الانضباط لاتخاذ الاجراءات اللازمة.

وقال الاتحاد الآسيوي في بيان بعد قرار إلغاء المباراة، ، "نؤكد التزامنا ضمان سلامة وأمن اللاعبين وحكام المباريات والجماهير وجميع أصحاب المصلحة المعنيين، وسيتم الآن إحالة هذا الأمر إلى اللجان المتخصصة".

وغادرت بعثة الاتحاد عقب الواقعة مباشرة إلى المطار من أجل العودة إلى مدينة جدة، بعد التأكد من القرار الذي أصر عليه مسؤولو النادي السعودي للحفاظ على حقوقهم كما وصفوها في بيان رسمي عبر الحساب الرسمي لـ"العميد" عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس".

وقال نادي الاتحاد في البيان، "يود نادي الاتحاد الإيضاح أنه بعد وصوله يوم الإثنين (17-3-1445هـ)، للملعب الذي ستقام فيه المباراة مع نادي سباهان الإيراني، تم إبلاغه من قبل مراقب الاتحاد الآسيوي أن المباراة لن تقام وفق الموعد المحدد وبإمكان الفريق مغادرة الملعب ووفقاً لذلك غادرت بعثة النادي الملعب متجهة للمطار".

وعن متابعة الأحداث المترتبة على واقعة إلغاء المباراة، قال النادي "الاتحاد سيتابع حيثيات القرار ويدعو الاتحاد الآسيوي لحفظ حقوق النادي التي كفلتها الأنظمة واللوائح، وفي هذا الإطار يشكر النادي الاهتمام والمتابعة التي حظي بها من قبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم".

ودعم الاتحاد السعودي لكرة القدم فريقه في الأزمة وأصدر بيانا رسمياً يشيد خلاله بقرار الاتحاد الآسيوي في شأن المباراة وإلغائها بسبب مخالفة اللوائح والحفاظ على سلامة وأمن اللاعبين.

وقال الاتحاد في بيانه "يشيد الاتحاد السعودي على حرص الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بإقامة المباراة ظروف مناسبة، والتي لمسها الاتحاد السعودي عبر المتابعة المستمرة من ممثليه الذين رافقا نادي الاتحاد إلى إيران". وأضاف البيان "نؤكد دعمنا الكامل لنادي الاتحاد واتخاذ كافة الطرق القانونية لحفظ حقوق النادي".

ويتوقع مراقبون رياضيون أن هناك ثلاث عقوبات تنتظر النادي الإيراني على رأسها احتساب نقاط اللقاء لصالح نادي الاتحاد بنتيجة (3-0)، واعتبار سباهان خاسراً بسبب مخالفة اللوائح.

وأشارت التقارير أيضاً إلى أن هناك إمكانية لمنع النادي الإيراني من خوض المباريات على أرضه لفترة محددة مع فرض غرامة مالية وفقاً لما تنص عليه اللائحة في هذه الحالة.

من جهته أعلن نادي سباهان أصفهان الإيراني أنه سيرفع شكوى ضد اتحاد جدة السعودي بعد انسحاب الثاني قبل مباراة الفريقين في الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المدير التنفيذي للفريق، محمد رضا ساكت، الثلاثاء.

ورأى ساكت أن النادي السعودي "طرح مطلبا خارج القضايا الرياضية وضد المبادئ المطروحة في كل مكان".

وأضاف المسؤول في النادي الإيراني قائلا: "قمنا بتنظيم الأمور اللازمة منذ أسابيع لإقامة مباراة وفق المعايير على مستوى دوري أبطال آسيا، وتم توفير الأرضية اللازمة لإقامتها بأفضل صورة ممكنة"، وفقا لإرنا.

مساع ايرانية لتطويق الحادثة

والاربعاء أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن إلغاء مباراة في كرة القدم هذا الأسبوع بين نادٍ إيراني وضيفه السعودي لن يؤثر على العلاقات التي استؤنفت هذا العام بين الخصمين الإقليميين.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" عن أمير عبداللهيان قوله "كنت على اتصال مع وزير الخارجية السعودي (فيصل بن فرحان) أثناء أحداث المباراة هذه"، مؤكدا أن "العلاقات بين طهران والرياض تمضي قدما، ويجب ألا نسمح بأن تصبح الرياضة أداة سياسية بين يدي أي من الطرفين".

ودعا الوزير الإيراني الاتحاد الآسيوي للتعامل مع المباراة "من الناحية الفنية"، مشيرا الى أن طهران والرياض اتفقتا على تحديد موعد جديد لها.

وكانت الأندية السعودية قد عادت أخيراً للعب في الملاعب الإيرانية بعد غيابهم منذ 2016، وكان نادي النصر أول فريق سعودي يظهر هناك، بعدما أعلن الاتحاد الآسيوي للعبة الشهر الماضي إقامة مباريات الفرق السعودية والإيرانية في ملاعبهما بدلاً من ملاعب محايدة بعد اتفاق الاتحادين المحليين.

وحظي النصر بقيادة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو باستقبال تاريخي قبل الفوز على مضيفه برسبوليس بنتيجة (2-0).

وكان نادي الاتحاد قد حقق الفوز في الجولة الأولى من منافسات دور المجموعات بدوري أبطال آسيا بنتيجة (3-0) على حساب أولماليك الأوزبكي.

وكان لسليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، دور واسع في رسم السياسية الإيرانية في الشرق الأوسط لأعوام طويلة في أوج فترة العداء الايراني للسعودية. وهو يحظى برمزية كبيرة في الجمهورية الإسلامية حيث رفعت صوره وتماثيل له في أنحاء مختلفة بعدما اغتالته الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2020.

الا أن هذه السياسة كانت تلقى معارضة العديد من الأطراف الأخرى في الخليج والشرق الأوسط، ومنها السعودية التي قطعت علاقاتها مع إيران في 2016.

وأبرمت طهران والرياض في نيسان/أبريل الماضي اتفاقا برعاية بكين لاستئناف العلاقات وإعادة فتح مقار البعثات الدبلوماسية في البلدين.

وفي ظل هذا الاتفاق، أعاد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم هذا الموسم السماح بإقامة مباريات الأندية السعودية والإيرانية في دوري الأبطال بنظام الذهاب والإياب في البلدين، وذلك بعد اقامتها على أرض محايدة منذ 2016 بسبب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.