علاج لدوار الوقوف بلا أدوية
بيتسبرغ (بنسيلفانيا) – قد تكون بعض التمارين العضلية البسيطة كافية للتخلص من الأعراض المزعجة للدوخة عند الوقوف، دون تكلفة وبدون استخدام الأدوية وفق دراسة أميركية جديدة.
والشعور بالدوار عند الوقوف عرض شائع يرتبط عادة بانخفاض ضغط الدم، وعندما يكون هذا الانخفاض سريعا وقصيرا، ولا يرتبط بأي مشكلات صحية أخرى، يعرف بـ "انخفاض ضغط الدم الانتصابي".
و"الدوار" (Vertigo) إحساس بالحركة أو الدوران، ويشعر المصابون به وكأنهم يدورون أو يتحركون بالفعل، أو أن العالم يدور حولهم.
وعند الوقوف تسحب الجاذبية كمية كبيرة من الدم إلى الساقين مؤقتاً مما يتسبب بانخفاض ضغط الدم في حالة تسمى علمياً بانخفاض ضغط الدم الانتصابي (بالإنكليزية: Orthostatic Hypotension)، ويحتاج الجسم عندها ثوانٍ معدودة لإبداء رد فعل عكسي لتعويض هذا الانخفاض، فينبض القلب بشكل أسرع لضخ مزيد من الدم، كما تنقبض الأوعية الدموية لمنع تجمع الدم في الساقين.
ويشرح مارك إستس، مدير برنامج الزمالة في الفيزيولوجيا الكهربية للقلب في جامعة بيتسبرغ: "ينخفض ضغط الدم وبعد ذلك لا يصل ما يكفي من الدم إلى الدماغ، مما يجعل الناس يشعرون بالدوار ويفقدون الوعي في بعض الأحيان".
ورغم أنّ أكثر أعراض "انخفاض ضغط الدم الانتصابي" شيوعا هي الدوار عند الوقوف بعد الجلوس أو الاستلقاء، التي عادة ما تستمر الأعراض لفترة أقل من عدة دقائق، لكن الأعراض تتضمَّن أيضا: الرؤية الضبابية (زغللة العين)، الضعف، فقدان الوعي (الإغماء)، التشوش، الغثيان.
الأمر يتطلب تنشيط عضلات الجزء السفلي من الجسم قبل الوقوف أو بعده
وأفاد الباحثون في دراستهم المنشورة في دورية "Heart Rhythm Journal" الطبية، بأن بعض تمارين العضلات البسيطة قبل الوقوف أو بعده يمكنها الحدّ من تأثيرات "انخفاض ضغط الدم الانتصابي"، كما أنها تعمل كإجراء وقائي بشكل عام.
وتوصّل الباحثون إلى أن الأمر يتطلب تنشيط عضلات الجزء السفلي من الجسم قبل الوقوف أو بعده.
اشتملت الدراسة على 22 امرأة شابة لديهن تاريخ مرضي مع "انخفاض ضغط الدم الانتصابي"، وتم اختبار تمرينين: رفع الركبتين بشكل متكرر أثناء الجلوس لمدة 30 ثانية قبل الوقوف، وعبور الساقين لمدة 30 ثانية بعد الوقوف.
وراقب الباحثون معدل ضربات قلب المشاركين وضغط الدم أثناء التجارب، مع وجود فاصل زمني بين ضربات القلب وضغط الدم، كما طُلب من المشاركين الإبلاغ بأنفسهم عن أي أعراض لـ "انخفاض ضغط الدم الانتصابي"، بما في ذلك الشعور بالدوار.
وجد الباحثون أن كلا التمرينين أحدثا فرقا كبيرا في الحدّ من الانخفاض المؤقت في ضغط الدم وتخفيف أعراض "انخفاض ضغط الدم الانتصابي".
وتقول الباحثة نازيا شيخ من جامعة كالجاري في كندا: "نظرا لأنها مناورة جسدية، فهي تتطلب ببساطة الأطراف السفلية من الجسم، والتي يمكن للمرضى استخدامها في أي وقت ومن أي مكان للحدّ من الأعراض".
وقال المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور ساتيش راج: "الدراسة تقدّم حلّين بسيطين نسبيًا، ومعظم الناس لن يحتاجوا على الأرجح إلى أي شيء آخر".