على ما اتفق الحوثيون والسعودية بعد 5 ايام من محادثات الرياض؟

مصادر تشير إلى تراجع الحوثيين في اشتراطاتهم التي رفضوها بشكل علني سابقا، مقابل مبلغ مالي كبير من الرياض، وأبدوا استعدادهم في منع ومحاربة تهريب السلاح والمخدرات والقات من اليمن إلى السعودية، وعدم إيواء مطلوبين.

الرياض – غادر وفد مفاوضي الحوثيين الرياض الثلاثاء، بعد جولة محادثات استمرت خمسة أيام مع مسؤولين سعوديين، برفقة الوفد العُماني الذي يقوم بدور الوساطة، للتشاور مع قيادة الجماعة حول ما تم التوصل إليه في المشاورات مع الجانب السعودي.

وذكرت مصادر مطلعة أنه تم إحراز بعض التقدم بشأن النقاط الشائكة الرئيسية، للتوصل إلى اتفاق قد يمهد الطريق لإنهاء الصراع الدائر في اليمن منذ نحو ثماني سنوات، بما في ذلك الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد وآلية دفع أجور الموظفين العموميين. وأضافوا أن الجانبين سيجتمعان لإجراء مزيد من المحادثات بعد مشاورات "قريبا".

وأكدت مصادر داخل جماعة الحوثيين أن الجماعة وافقت على مطالب السعودية بعمل منطقة عازلة على كامل الحدود بعمق عشرين كيلو مترا منزوعة السلاح .

وأشارت إلى تراجع الحوثيون في اشتراطاتهم التي رفضوها بشكل علني، وذلك مقابل مبلغ مالي كبير من الرياض لتمرير هذا الاتفاق، وأبدوا استعدادهم في منع ومحاربة تهريب السلاح والمخدرات والقات من اليمن إلى السعودية، وعدم إيواء مطلوبين.

وتعهدوا بتسليم خرائط الألغام في المناطق الحدودية وخاصة المنطقة العازلة، مبدين الموافقة على أي إجراءات عسكرية وأمنية للسعودية بما فيها استخدام الطيران في حال وجود تهديد جدي داخل المنطقة العازلة كتهريب السلاح والمخدرات.

وقال مستشار وزارة الإعلام اليمنية في حكومة الأمر الواقع الحوثية مختار الرحبي في حسابه على منصة إكس، تويتر سابقا، بأن" وفد جماعة الحوثي عاد إلى صنعاء بعد تحقيق تقدم في المشاورات مع الأشقاء في السعودية".

وكشفت مصادر مطلعة أن الوفد الحوثي كان يقيم في السفارة الإيرانية بالرياض، وهو لا يجري أي لقاء مع المسؤولين السعوديين إلا بعد جلسات ونقاشات مع مسؤولين إيرانيين بسفارة طهران .

وأشارت إلى أن الحوثيين أبلغوا الجانب السعودي، بأن المسؤولين الإيرانيين جزء من المشاورات الجارية بخصوص عملية السلام في اليمن، وبأن غرف التواصل والمباحثات الداخلية للوفد مقرها في السفارة الإيرانية بالرياض.

أوامر إيرانية صدرت لعبدالملك الحوثي بقبول ذهاب وفد جماعته للتفاوض والتشاور مع الجانب السعودي في الرياض .

وذكرت أن إعادة افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض، في يونيو الماضي، شجّع الحوثيين على الذهاب إلى الرياض، وذلك بعد توصل طهران والرياض إلى اتفاق وتحسن العلاقات بين البلدين، وقد صدرت أوامر إيرانية لعبدالملك الحوثي بقبول ذهاب وفد جماعته للتفاوض والتشاور مع الجانب السعودي في العاصمة الرياض .

ووصل وفد الحوثيين إلى السعودية الأسبوع الماضي. وهذه هي الزيارة الرسمية الأولى من نوعها للمملكة منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014.

وتركزت المحادثات على معاودة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل ودفع أجور الموظفين العموميين وجهود إعادة البناء وتحديد جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن. ومن شأن التوصل لاتفاق أن يسمح للأمم المتحدة باستئناف عملية سلام سياسية على نطاق أوسع.

ويقول متابعون أنه في حال تم توقيع هذا الاتفاق غير المعلن بين الحوثيين والسعودية، سيكون مدخلا لترتيبات توقيع اتفاق سلام شامل وإعادة الإعمار، تسبقه إجراءات لإبداء حسن النية وإعادة الثقة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين، من خلال تمديد الهدنة وإيجاد حلول في الملفين الإنساني ولاقتصادي المتعلق بالرواتب وتقاسم عائدات النفط والغاز وتوحيد البنك المركزي والعملة والمعتقلين.

وأثنت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان رسمي الاثنين على المحادثات التي جرت في لرياض مع وفد الحوثي للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية بما يعزز السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.

وشددت الوزارة على أهمية دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإيجاد حل سياسي مستدام في اليمن، بما يحقق تطلعات شعبه في الأمن والنماء والاستقرار.

وجددت الإمارات التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
ورغم غياب الحكومة اليمنية المعترف بها عن جولة المفاوضات الجديدة، غير أنها رحبت في بيان لها يوم الجمعة الماضي، بجهود الرياض ومسقط.

وانعقدت الجولة الرسمية الأولى من المشاورات التي تجرى بوساطة عمانية، في أبريل نيسان عندما زار مبعوثون سعوديون صنعاء. وتنعقد المحادثات بالتوازي مع جهود سلام تبذلها الأمم المتحدة.

ومن المتوقع، إجراء مفاوضات مباشرة بين وفد جماعة الحوثي التابعة لإيران، وممثلين عن المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا بعد انتهاء المشاورات بين السعودية والحوثيين.