احتجاجات واستقالات وزراء تقرب حكومة الدبيبة من التفكك
طرابلس - استقال عدد من الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها على وقع احتجاجات غضب طالبت برحيل رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، فيما تشير هذه التطورات إلى أن خناق الضغوط المحلية بدأ يضيق على السلطة في طرابلس.
وأعلن رمضان بوجناح، النائب الثاني للدبيبة وزير الصحة المكلف، استقالته من منصبه، مؤكدًا في بيان مقتضب أنه "يصطف إلى جانب الشعب الليبي ومطالبه المشروعة"، وفق مواقع محلية.
بدوره قال وزير الاقتصاد والتجارة الليبي محمد الحويج إنه استقال من حكومة الوحدة الوطنية لينضم إلى وزير الحكم المحلي بدر التومي ووزير الإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي.
وأعلن الوزراء المستقيلون عن احتجاجهم على سياسات الدبيبة، فيما أشار بعضهم إلى رفضهم الاستمرار في مشهد يعاكس مبادئ الإصلاح ويستهين بدماء الليبيين وتضحياتهم.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات في العاصمة طرابلس ومدن أخرى غرب ليبيا، مطالبة بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة جديدة موحدة.
وتحمل هذه الاستقالات دلالات تتعلق بالاحتجاج على سياسات الحكومة، والاستجابة للضغط الشعبي المتزايد، وتفاقم الأزمات السياسية والأمنية، واحتمالية فقدان السلطة شرعيتها وتماسكها.
وتجددت المظاهرات في طرابلس مساء اليوم الجمعة، في أعقاب الاشتباكات التي شهدتها عاصمة ليبيا يومي الاثنين والثلاثاء.
وشهدت العاصمة في وقت سابق هدوءا نسبيا، حيث أعيد فتح مطار معيتيقة الدولي المنفذ الجوي الوحيد في العاصمة الليبية، بينما لم يبدد الاستقرار النسبي مخاوف السكان من تجدد المواجهات، مع استمرار سطوة الميليشيات وانتشار السلاح المنفلت.
ووصلت طائرة الخطوط الجوية التركية إلى المطار ضمن رحلتها الاعتيادية صباح اليوم الجمعة. وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لم يتم رصد أي اشتباكات. كانت الليلة الأولى منذ الاثنين التي تمكن خلالها سكان العاصمة من النوم دون سماع دوي انفجارات أو إطلاق رصاص.. نعتقد أن الأمور تتجه نحو التزام جميع المجموعات بوقف إطلاق النار".
وأضاف أن "الحركة عادت بشكل تدريجي إلى معظم أحياء طرابلس، وأعيد فتح الطرق التي أغلقت بالسواتر الترابية وتنظيفها وبإزالة المخلفات".
وأعادت معظم المحلات التجارية فتح أبوابها ونشرت الشركة العامة للخدمات العامة المكلفة أعمال النظافة فرقها لإزالة مخلفات الاقتتال وتنظيف الشوارع والأحياء ونقل الركام جراء أضرار لحقت ببعض المنازل أثناء تبادل القصف.
كما أعيد فتح محطات التزود بالوقود والمخابز وأسواق الخضار، مع تسجيل حركة مرور خفيفة، نظرا لأن الجمعة هو إجازة.
وبدأت الاشتباكات ليل الاثنين مع إطلاق "اللواء 444" التابع لوزارة الدفاع عملية عسكرية استهدفت "جهاز دعم الاستقرار" وأدت إلى مقتل رئيسه عبدالغني الككلي، القيادي الأبرز للمجموعات المسلحة التي تتمتع بنفوذ كبير في طرابلس منذ العام 2011.
كما أشار مصدر وزارة الداخلية إلى انتشار كثيف لعناصر قوة إنفاذ القانون وقوة دعم مديريات الأمن بوزارة الداخلية، عبر دوريات ثابتة في مواقع تتوسط بين مواقع المجموعات المسلحة المتنازعة.
وقال إن الساعات الماضية شهدت سحب عشرات الآليات والأسلحة الثقيلة وإعادتها إلى مقراتها وهو "أمر إيجابي ويدل على حسن النية".
وعقب توقف الاشتباكات الثلاثاء، اندلعت مواجهات منفصلة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، بين قوات اللواء 444 وجهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي استمرت حتى الأربعاء، بسبب رفض قوة الردع قرارات حكومية بحل أجهزة مسلحة موالية لها.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف في ليبيا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار واتخاذ "خطوات عاجلة" للحفاظ عليه عبر الحوار.
وقال المتحدث باسم غوتيريش إن الأخير عبر عن "الحزن العميق" لمقتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين، مذكرا جميع الأطراف بواجب "حماية المدنيين".