غاز إسرائيل ضمن البدائل الأوروبية للتخلص من 'الابتزاز الروسي'

إسرائيل تعمل جاهدة لتكون قادرة على تصدير بعض موارد الغاز البحرية الضخمة إلى أوروبا التي تسعى للاستغناء عن مشترياتها من الوقود الأحفوري الروسي منذ غزو أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.
المفوضة الأوروبية تبلغ بينيت بحاجة أوروبا للغاز الإسرائيلي
الاتحاد الأوروبي سيفرج عن تمويلات للفلسطينيين للعام 2021

القدس - يسعى الاتحاد الأوروبي لتعزيز تعاونه في مجال الطاقة مع إسرائيل ضمن جهود البحث عن بدائل لإمدادات الغاز والنفط من روسيا بعد قرار الحظر الأخير على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتأتي زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لإسرائيل ضمن هذا السياق بينما دخلت الدول الاتحاد في سباق ضد الساعة لتأمين إمدادات الغاز قبل حلول الشتاء في الوقت الذي ستحتاج فيه إلى وقت طويل للتخلي عما تسميه "الابتزاز الروسي" بعد أن قطعت موسكو إمدادات الغاز عن دول أوروبية "انتقاما" لدعمها لأوكرانيا.

وأعلنت فون دير لايين الثلاثاء أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على التخلص من تلك التبعية وأنه يريد "تعزيز" تعاونه في مجال الطاقة مع إسرائيل.

وجاءت تصريحاتها في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الذي يزور إسرائيل أيضا، على العمل المشترك مع تل أبيب لكي تستغني بلاده عن الغاز الروسي.

وقالت في خطاب ألقته في جامعة بن غوريون في النقب بجنوب إسرائيل "استخدم الكرملين اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي لابتزازنا".

وتابعت "منذ بداية الحرب في أوكرانيا قطعت روسيا عمدا إمداداتها من الغاز إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا والشركات الهولندية والشركات الدنماركية ردا على دعمنا لأوكرانيا"، مضيفة "سلوك الكرملين لا يؤدي إلا إلى تقوية عزمنا على التخلص من اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي. على سبيل المثال، نستكشف الآن طرقا لتكثيف تعاوننا في مجال الطاقة مع إسرائيل".

وأشارت إلى أن "أطول وأعمق كابل طاقة تحت الماء في العالم يربط بين إسرائيل وقبرص واليونان... والثاني هو خط أنابيب غاز وهيدروجين نظيف في شرق البحر الأبيض المتوسط"، مؤكدة أن "هذا استثمار في أمن الطاقة في كل من أوروبا وإسرائيل".

وتعمل إسرائيل جاهدة لتكون قادرة على تصدير بعض موارد الغاز البحرية الضخمة إلى أوروبا التي تسعى للاستغناء عن مشترياتها من الوقود الأحفوري الروسي منذ غزو أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.

والتقت فون دير لايين مساء الاثنين كلا من وزير الخارجية يائير لبيد ووزيرة الطاقة كارين الحرّار. وقال متحدّث باسم الحرّار إنّ رئيسة المفوّضية الأوروبية شدّدت على أنّ "الاتّحاد الأوروبي بحاجة للغاز الإسرائيلي".

وقال متحدث باسم وزيرة الطاقة الإسرائيلية الاثنين إن محادثات تجري منذ مارس/اذار لوضع اتفاق أو إطار عمل قانوني يسمح بتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر مصر.

وسيكون الخيار الآخر خط أنابيب يربط حقول الغاز الإسرائيلية بكل من قبرص واليونان والمعروف بمشروع شرق المتوسط "إيست ميد" ثم إلى أوروبا عبر إيطاليا، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن شككت في جدوى المشروع نظرا لتكلفته الضخمة والوقت الذي سيستغرقه لإكماله.

وبعد فترة وجيزة من تصريحات فون دير لاين، أشار رئيس الوزراء الايطالي ماريو دراغي في القدس إلى "اهتمام إيطاليا بالغاز الإسرائيلي" دون ذكر خط الأنابيب.

وقال الزعيم الإيطالي بعدما اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت "على صعيد الطاقة نعمل سويا على استخدام موارد الغاز من شرق البحر المتوسط ولتطوير الطاقة المتجددة ... نريد تقليل اعتمادنا على الغاز الروسي وتسريع انتقال الطاقة اتجاه الأهداف التي وضعناها لأنفسنا.".

من جهته وصف بينيت إعراب أوروبا عن حاجتها للغاز الإسرائيلي بأنه "خبر سار". وقال "تحدثنا عن التعاون ليتم استخدام الغاز الطبيعي الإسرائيلي في أوروبا أيضا".

كما وجه بينيت توبيخا للبنان وقال "إنني أتطلع إلى اليوم الذي سيقرر فيه لبنان الاستفادة من الغاز الطبيعي في مياهه الاقتصادية... من المخجل أن تنشغل القيادة اللبنانية في الاقتتال داخليا وخارجيا بدلا من استخراج الغاز لشعبها".

ولا يزال لبنان وإسرائيل رسميا في حالة حرب، لكنهما اتفقا على محادثات عبر الولايات المتحدة التي توسطت للتوصل إلى اتفاق بينهما لترسيم الحدود البحرية والسماح لهما بتعزيز عمليات الاستكشاف.

وما لبثت تلك المحادثات أن انهارت العام الماضي لكنّ إسرائيل مستمرة في الحثّ على استئنافها، بينما تشير التقديرات إلى أن احتياطيات إسرائيل من الغاز تبلغ تريليون متر مكعب على الأقل، ومن المتوقع ألا يزيد إجمالي الاستخدام المحلي على مدى العقود الثلاثة المقبلة عن 300 مليار متر مكعب.

ومن المقرر أن تجري فون دير لايين محادثات مع بينيت في وقت لاحق الثلاثاء قبل أن تتوجه إلى مصر.

وفي تطور آخر قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الثلاثاء إنه من الممكن تقديم تمويل أوروبي بمئات الملايين من اليورو لدعم الأراضي الفلسطينية بعد أن تم حل المشاكل التي حالت دون تحقيق ذلك.

وتعطل دفع الأموال بسبب خلاف حول مقترحات قدمها المفوض الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي بالربط بين التمويل وإصلاح التعليم بما في ذلك محتوى الكتب المدرسية الفلسطينية.

وقالت رئيسة المفوضية خلال زيارة إلى رام الله بالضفة الغربية المحتلة "يسعدني أن أعلن إمكانية صرف أموال الاتحاد الأوروبي لعام 2021 بسرعة. انتهت كل الصعوبات. أوضحنا أن الصرف سيتم".

وتعد المفوضية الأوروبية التي تساهم بنحو 300 مليون يورو سنويا مع دول ومؤسسات أوروبية أخرى تساهم بمبلغ مماثل، أكبر المانحين للأراضي الفلسطينية التي تعرضت لضغوط مالية متزايدة.

وجاءت تصريحات فون دير لاين في رام الله بعد لقائها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس حيث رحبت باحتمال زيادة التعاون في ما يتعلق بإمدادات الطاقة وحذرت من خطر المشاكل الغذائية نتيجة الحرب في أوكرانيا.

وقالت إن الاتحاد الأوروبي جمع مساعدات فورية بقيمة 25 مليون يورو للأراضي الفلسطينية التي تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب من أوكرانيا.