غريفيث يُقرّ بفشله في نهاية مهمته وسيطا في أزمة اليمن

المبعوث الأممي لليمن المنتهية ولايته يعبر عن أمله في أن تثمر جهود سلطنة عمان في قيادة طرفي الحرب اليمنية إلى طاولة المفاوضات والدفع نحو إنهاء سنوات من النزاع المدمر.  
غوتيريش لم يعين بعد مبعوثا أمميا لليمن خلفا لغريفيث
غريفيث: الوسيط ليس مسؤولا عن الحرب ولا عن السلام
واشنطن ولندن تحملان الحوثيين مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق سلام

نيويورك - أقر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الثلاثاء خلال جلسة لمجلس الأمن بفشل جهوده في وضع حد للحرب الدائرة في البلاد، وذلك في ختام مهمّة استمرت ثلاث سنوات.

وقال غريفيث في آخر إيجاز يقدمه للمجلس الذي يضم 15 دولة "أتمنى جدا جدا بالفعل... أن تؤتي الجهود التي تبذلها سلطنة عمان وآخرون، لكن أذكر سلطنة عمان على وجه الخصوص، ثمارها بعد زياراتي لصنعاء والرياض".

وزار وفد عماني العاصمة اليمنية صنعاء في الأسبوع الماضي واجتمع مع زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي. وفي الآونة الأخيرة، كثفت مسقط تحركها لدعم الجهود الدبلوماسية المكوكية للأمم المتحدة، واجتمع ممثلوها مع مسؤولين سعوديين عدة مرات لإقناع كل من الطرفين بالموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال المبعوث الأممي المنتهية ولايته "لقد اقترحنا حلولا مختلفة لتقريب هذه المواقف. للأسف، لم يقبل الطرفان أيا من هذه الاقتراحات. آمل أن تثمر الجهود التي تبذلها سلطنة عمان وغيرها منذ أن زرت صنعاء والرياض".

وتابع غريفيث الذي يتعين عليه مغادرة منصبه على الفور لتولي مهام مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن "طرفي النزاع يجب أن يتحلّيا بالشجاعة الكافية وأن يكونا منفتحين على اختيار" مسار تسوية سياسية "بدلا من مواصلة النزاع. خلال السنوات الثلاث لمهمّتي في اليمن، عرضنا عدة فرص على طرفي النزاع، لكن من دون جدوى".

ولم تعرف بعد هوية خلف المبعوث البريطاني. وتضم قائمة المرشحين للمنصب بريطانيا وسويديا ويابانيا، لكن بعض الدبلوماسيين يقولون إن أبرز اثنين للاختيار بينهما لشغل المنصب هما سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن هانز غروندبيرغ ونيكولاس كاي الدبلوماسي البريطاني السابق ومبعوث الأمم المتحدة السابق للصومال. ويتعين موافقة مجلس الأمن على الشخصية التي سيختارها الأمين العام للأمم المتحدة انطوني غوتيريش لخلافة مارتن غريفيث.

أوضح غريفيث أن "الوسيط ليس مسؤولا عن الحرب ولا عن السلام. يقتصر دوره على أن يعرض على طرفي النزاع سبلا لوضع حد للحرب"، مضيفا "ببالغ الأسف أبلغكم اليوم بأن طرفي النزاع لم يتمكّنا بعد من تخطي خلافاتهما".

وخلال الجلسة حمّلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة المتمردين الحوثيين مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن.

وقال غريفيث إن الحوثيين الذين التقى ممثلين عنهم في صنعاء في نهاية مايو/ايار يرفضون وقفا لإطلاق النار على صعيد البلاد وبدء مفاوضات سلام إلا بعد التوصل لاتفاقات حول استخدام ميناء الحديدة (غرب) ومطار صنعاء، المدينة الخاضعة لسيطرتهم.

وكانت السعودية قد قدمت مبادرة لإنهاء الأزمة وإعادة طرفي الحرب إلى طاولة المفاوضات، لكن الحوثيين أبدوا تعنتا فيما يخوضون معركة مصيرية الانتصار فيها سيشكل منعطفا حاسما في مسار الحرب والأمر يتعلق بمعركة مأرب المدينة الإستراتيجية الغنية بالنفط.

واندفع الحوثيون بكل ثقلهم العسكري عدة وعتادا لجبهة مأرب، لكن المعركة لم تبح بعد بكامل أسرارها وتبقى عند عتبة لا غالب ولا مغلوب بينما يستمر سقوط الضحايا من الجانبين وبينهم أطفال قُصَّر جندهم المتمردون.

وكان مسؤول يميني قد أعلن مؤخرا انه لولا الدعم الجوي لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية لسقطت مأرب في يد الحوثيين، بينما قالت مصادر إن المتمردين لا يأبهون لعدد قتلاهم الضخم وأنهم يستقدمون في كل مرة تعزيزات من صنعاء وجبهات أخرى فقط لكسب معركة مأرب.    

وأشار غريفيث إلى أن الحكومة اليمنية تُصّر في المقابل على "حزمة تشمل بدء وقف إطلاق النار" بالتزامن مع اتفاقات حول الحديدة ومطار صنعاء.

ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهات دامية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.

وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 بالمئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وبات البلد بأسره على شفا المجاعة.