غوغل يستذكر الفنانة الراحلة إيتيل عدنان

محرك البحث يقدم تحية لروح فنانة أميركية لبنانية تعتبر واحدة من أكثر المؤلفين العرب الأميركيين موهبة في عصرها.

بيروت - استذكر محرك البحث الشهير غوغل، الاثنين، الشاعرة والكاتبة والفنانة اللبنانية – الأميركية الراحلة إيتيل عدنان التي ولدت في 24 فبراير/شباط 1925 وتوفيت في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

وقدم محرك البحث الشهير تحية إلى إيتيل عدنان من خلال تغيير شعاره بصورة لها تضيء على إنجازاتها الأدبية والفنية المتميزة، معلق على الصورة التي اختارها بالقول "تشيد رسومات الشعار المبتكرة اليوم بإيتيل عدنان، وهي شاعرة وفنانة أميركية لبنانية تعتبر واحدة من أكثر المؤلفين العرب الأميركيين موهبة في عصرها.

ويمثل احتفاء غوغل بفنانة عاشت ما يقارب القرن محتفظة بروح الأطفال في داخلها، اعترافا بمبدعة استثنائية ساعدتها مواهبها المتعددة وانغماسها الدائم في التجريب وحبها للتنقل وتمكنها من أكثر من لغة بينها اليونانية، التركية، العربية، الفرنسية والإنجليزية في بلوغ العالمية.

بدأ إنتاج فيلم وثائقي عن حياة إيتيل عدنان للمخرجة الأميركية ماري فالنتين ريغان، في عام 2023 حول "السنوات الخمس الأخيرة من حياتها".

وتم اختيار عدنان العام الماضي من قبل المجلة الأكاديمية MELUS على أنها "الكاتبة العربية الأميركية الأكثر شهرة وإنجازًا" في عصرها.

وتعتبر إيتيل عدنان من الأسماء الفنية المتميزة، إذ برزت في الشعر وكتابة المقال والتأليف المسرحي والرسم والنحت، وأصدرت نحو عشرين كتابا بالإنجليزية والفرنسية.

وكانت الفرنسية اللغة التي كتبت بها أولى أعمالها، كما تعلمت الإنجليزية في شبابها، فكانت اللغة التي كتبت بها أعمالها فيما بعد. ومن أعمالها الروائية "سفر الرؤيا العربي" و"عن مدن ونساء.. رسائل إلى فواز" و"قصائد الزيزفون" و"سيد الكسوف" و"باريس عندما تتعرّى".

ولدت عدنان عام 1925 في العاصمة اللبنانية، كانت أمها مسيحية يونانية من سميرنا، ووالدها مسلما سوريا من ضباط الصف، لذا نشأت تتحدث اليونانية والتركية في مجتمع يتحدث العربية بالأساس. تلقت تعليمها في مدارس فرنسية للراهبات.

في سن الرابعة والعشرين سافرت عدنان إلى باريس حيث تلقت شهادة البكالوريوس في الفلسفة من السوربون، ثم توجهت إلى الولايات المتحدة لتستأنف دراستها هناك في جامعة كاليفورنيا (بركلي) وجامعة هارفارد، ومنذ 1952 حتى 1978 درَّست فلسفة الفن في جامعة دومينيكان في كاليفورنيا، سان رافاييل، كما ألقت المحاضرات في عدة جامعات في أنحاء الولايات المتحدة.

وكانت لعدنان إضافة فنية، حيث عرضت سلسلة من لوحاتها ذات الألوان الزاهية في معرض دوكومنتا 13 في كاسل بألمانيا في عام 2012، وفي عام 2014 عرضت مجموعة من لوحاتها وأعمالها في متحف ويتني للفن الأميركي.

كما عرضت أعمالها في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة تحت عنوان "إيتيل عدنان بكل أبعادها" برعاية هانس أولريخ أوبريست، حيث أظهر أحد عشر بعدا مختلفا لأعمالها، شاملاً أعمالها المبكرة والأدب والسجاد وغيرها.

وفي عام 2018 أقام غاليري "ماس موكا" الأميركي معرضا لمجمل أعمالها بعنوان "شمس صفراء وشمس خضراء وشمس صفراء وشمس حمراء وشمس زرقاء" امتد على غرفتين، إحداهما للوحاتها والأخرى لشعرها، وركّز على الاختلافات في الإدراك بين النظر إلى اللوحات وقراءة الشعر.

وحصلت الراحلة على العديد من الجوائز والتكريمات على مدى حياتها منها لقب "فارس" في الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية.

عاشت عدنان حياتها سيرا في اللون وما يكتنزه من إحالات فلسفية وميتافيزيقية حتى ترجلت في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2021.