'غيوم' يضيء على الهوية العمانية بعدسة إبداعية

الدكتور حميد العامري يقدم قراءة نقدية فنية لفيلم المخرجة السينمائية العُمانية مزنة المسافر.

مسقط - قدم الدكتور حميد العامري رئيس الجمعية العُمانية للسينما قراءة نقدية فنية لفيلم "غيوم" للمخرجة السينمائية العُمانية مزنة المسافر، وذلك على هامش عرضه في متحف مؤسسة بيت الزبير في مدينة مسقط.

ويتناول الفيلم تفاصيل حياة أسرة عمانية في محافظة ظفار فقدت الأم في ظروف صعبة، حيث يحمل العمل مضامين إنسانية عدة ويركز على التحولات الاجتماعية في حياة الأفراد وانعكاسها على طبيعة علاقتهم ببعضهم وبالمحيط من حولهم.

وتدور أحداث "غيوم" في سبعينيات القرن الماضي في قرية صغيرة بمحافظة ظفار جنوب سلطنة عمان، وتتحدث شخصيات العمل باللغة الجبالية.

وعرج العامري خلال قراءته للفيلم وفنياته ورمزياته خلال الأمسية التي قدمتها شذى البلوشية ببيت الزبير، على دوره في إبراز جزء مهم من الهوية العمانية بعدسة إبداعية.

ولفت إلى أن الفيلم يتناول فترة 1978، والحكاية في المنطقة الجبلية التي تأخذ المشاهد إلى التعرف على احتفالات الزفاف في الجبل وغيرها من العادات الجبلية التي تشتهر بها جبال ظفار وجمالياتها.

وأوضح أن المخرجة العمانية تقدِّم فيلم "غيوم" من خلال طرح عميق لشريحة جديدة في المجتمع العُماني سينمائيا، تلامس فيه المجتمع الذي يعيش في جبال ظفار، من خلال قصة بسيطة تمكّنت من طرحها بإسقاطات تعبّر عن التحول المجتمعي وروح التصالح والتسامح والنظرة المستقبلية التي تعايش معها أبناء المجتمع لمستقبل مشرق بالرغم من الغيوم التي تعبر بين الحين والآخر.

ويرى العامري في قراءته أن المخرجة مزنة المسافر السينمائية "تختار مواضيع أعمالها من الواقع"، مشيرا إلى أنها "قريبة من المجتمع الذي حولها، وتدرس أهميتها وأهمية تسليط السينما عليها"، وفق ما ورد في وكالة الأنباء العمانية.

ويضيف "تلك المواضيع المتداخلة مع الثقافة والمجتمع تحتاج إلى حرص شديد ووعي سينمائي وثقافي، وهذا ما نجحت المخرجة في تقديمه، ويساعدها في طريقة السرد وعدم المغالاة، بالإضافة إلى تطعيم كل عمل بمفردات وخصوصيات لا نجدها في كل المجتمع".

ويشير العامري إلى أن اللغة الشحرية أو الجبالية حاضرة في فيلم "غيوم"، لأن هذه اللغة السامية هي التي يتحدث بها سكان جبال ظفار في سلطنة عُمان، كذلك الغناء مثل فن "النانا الظفاري" والذي استثمرته المخرجة بجمالياته في الفيلم، مع محافظتها على سرد الحكاية، واستطاعت توظيف هذا الفن الشعبي بدون الحاجة إلى موسيقى تصويرية فكانت تضيفه إلى العمل كأنها ترسم لوحة.