فاطمة أكلاز تفصح عن كواليس تصوير 'اللغم الأخير'

المخرجة تقول أن مهمة الفيلم الوثائقي هي نقل الواقع وتقريبه من الناس بلغة سينمائية.
الرباط

فاز الفيلم الوثائقي "اللغم الأخير" للمخرجة المغربية فاطمة أكلاز بجائزة لجنة النقد للفيلم الوثائقي الطويل، وحصل على تنويه خاص من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب في المهرجان الوطني بطنجة الذي انعقد في وقت الشهر المنصرم.

يتحدث الفيلم الذي حظي بدعم المركز السينمائي المغربي وصُوِّر في منطقة الصحراء المغربية، عن الألغام من خلال قصة الشيخ أحمد وبوسيتا صديقين يحبان الحياة، ورغم إصابتهما بانفجار لغم، يأملان رؤية بلادهما تعيش في سلام وأمان.

كيف استقبلت  اختيار فيلمك ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي؟

بالنسبة لي، مشاركة الفيلم في المهرجان الوطني هي تشريف وتكليف، تشريف للجهد الفني الذي بذلته طوال مسيرتي الفنية، وتكليف لأنه يلزمني بمسؤولية مواصلة تقديم الإبداع في السينما المغربية.

ما هو الموضوع الرئيسي للفيلم؟ وكيف تعتقدين أنه يسلط الضوء على الأمان والسلام؟

الفيلم يتحدث عن ضحايا الألغام ومأساتهم الإنسانية، ناس أبرياء، فكلما انفجر لغم يخلف إعاقة أو فقدان روح عزيزة، لذلك ومن خلال قصص هؤلاء نسلط الضوء على هذه المأساة الإنسانية.

كيف وجدت فكرة الفيلم وما الذي حملك للعمل على المشروع؟

لم أختر الموضوع، بل كان القدر هو الذي جذبني نحوه، ربما لأنني مرهفة الحس تجاه الجوانب الإنسانية،  ولهذا وجدت نفسي متعاطفة مع المشروع وتحملت مسؤولية إخراجه للوجود، كما كنت مشحونة بكم هائل من المشاعر الأليمة  فور لقائي مع الضحايا وأسرهم.

الملصق الرئيسي للفيلم
يبرز دراما وقائع إنسانية

يبدو أن العنوان "اللغم الأخير" يحمل رمزية تتعلق بالأمان والسلام؟

العنوان في الحقيقة هو أمنية، فمن منا لا يتمنى أن يعيش في وطن خالٍ من الألغام؟

أحيطكم علما أن شخصيات الفيلم دون سابق إنذار ودون ترتيب مسبق وبشكل عفوي، عبرت عن رغبتها في وجود وطن آمن مطمئن يعيش فيه الجميع بسلام.

كيف تعتقدين أن الفيلم الوثائقي يمكن أن يؤدي دورًا في تعزيز الفهم والوعي بأهمية الأمان والسلام في العالم؟

بالنسبة لي، لا أحب الأفلام الترويجية والتحسيسية، فالفيلم الوثائقي هو اهتمام وبحث واجتهاد في نقل الواقع وتقريبه من الناس بلغة سينمائية.

هل هناك تحديات خاصة واجهتيها أثناء تصوير واقع الفيلم؟ كيف تعاملت معها؟

أهم التحديات التي واجهتها كانت نقص موارد الإنتاج.

هل هناك أمثلة على المشاهد أو اللحظات كانت محطة اهتمام منك؟

الفيلم ككل يركز على رحلة الضحايا من أجل التحسيس بمخاطر الألغام، وهنا أرى أنها أقوى رسالة للسلم والسلام، حيث يكون الضحايا هم من يقومون بعملية التحسيس، إنهم نموذج لأولئك الذين يحبون الحياة ويدافعون عن حقها، وبالتأكيد سيكون العمل ذو تأثير إيجابي على المشاهد، لأن هذا هو هدف الفيلم الأساسي.

هل هناك مشاريع أخرى في الأفق؟

بالطبع، هناك أفكار لسيناريوهات في مجال السينما التخيلية، وآمل أن يتحقق ذلك في القريب العاجل.

تجدر الإشارة إلى أن المخرجة السينمائية المغربية، فاطمة أكلاز، بدأت رحلتها الفنية على خشبة المسرح كممثلة وكاتبة، قبل أن تغوص في عالم الإخراج السينمائي، الذي أصبح جوهرًا لا يتجزأ من مسيرتها الفنية. قدمت سلسلة من الأفلام القصيرة مثل "لعبة الحبل" "الراعية"، "الوشم"، و"العصا"، حيث تسعى دائمًا إلى جعل أعمالها تكون مختبرًا حيث ينعكس واقع المجتمع المغربي بتفاصيله وتناقضاته.