فرضية الإرهاب واردة في عملية مقتل شرطيين ألمانيين

السلطات الألمانية تطلق عملية بحث تستهدف مجهولين أطلقوا النار على شرطيين قرب الحدود مع فرنسا، بينما ترجح أن مراهقا تم اعتقاله نهاية الأسبوع في حادثة أخرى كان يعدّ لهجوم "إرهابي اسلاموي".

برلين - قُتل عنصران من الشرطة الألمانية بالرصاص الاثنين أثناء قيامهما بمراقبة حركة السير، وفق ما أعلنت شرطة مدينة كايسرسلاوترن مشيرة إلى أنها أطلقت عملية واسعة في جنوب غرب البلاد للبحث عن الجناة المتوارين، موضحة أنها لا تعلم بعد دوافع الهجوم بينما قالت إن مراهقا (17 عاما) تم اعتقاله في هانوفر يوم السبت الماضي يشتبه في أنه كان يعدّ لاعتداء إرهابي.

ولم تشر السلطات الألمانية من قريب أو بعيد لارتباط الحادثين، لكنها تبقي الأمر مفتوحا على كل الاحتمالات بما في ذلك فرضية الاعتداء الإرهابي "الاسلاموي".

وقُتل الشرطيان وهما رجل وامرأة بالرصاص خلال عملية تفتيش روتينية الاثنين على طريق بالقرب من بلدة كوسيل القريبة من كايسرسلاوترن في ولاية راينلاند بالاتينات.

وقالت الشرطة إنها لا تعرف دوافع القتلة وحثت سائقي السيارات على عدم اصطحاب الركاب عابري السبيل.

وأعلنت في تغريدة أن عمليات البحث امتدت إلى ولاية سارلاند المجاورة القريبة من الحدود الفرنسية.

وأوضحت شرطة كايسرسلاوترن أنه "لم يتم تحديد أي وصف للجناة أو السيارة التي استخدمت في الهروب"، مضيفة أنها لا تعرف وجهة القتلة.

وكان الشرطيان ويبلغان 24 و29 عاما، قد بثا رسالة إذاعية قبيل مقتلهما قالا فيها إنهما أوقفا سيارة مشبوهة تنقل في صندوقها طريدة مقتولة، بحسب موقع صحيفة بيلد الالكتروني.

وفي تطور آخر على صلة بالجريمة، أعلن الادعاء العام في مدينة دوسلدورف اليوم الاثنين أن المراهق الذي اعتقل يوم السبت متهم بحصوله على تدريبات لتنفيذ هجوم.

وتحقق السلطات ضد المراهق بتهمة الاشتباه في الإعداد لعمل عنف خطير يشكل خطرا على الدولة.

وفي هذا السياق فتشت الشرطة الاتحادية أول أمس السبت قطارا في مدينة فونشتورف بالقرب من هانوفر بسبب الاشتباه في وجود متفجرات واستعانت بكلاب بوليسية بحثا عن مواد متفجرة. ولم يتم تأكيد الاشتباه، لكن حوالي 100 راكب اضطروا يومها إلى الانتظار نحو ساعة في المحطة.

وقال متحدث باسم وحدة مكافحة الإرهاب في ولاية شمال الراين-ويستفاليا اليوم الاثنين، والتي تقود التحقيقات في هذه القضية، إنه لم يكن هناك خطر على القطار أو المسافرين.

وبحسب بيانات السلطات قد يظل المراهق رهن الاعتقال حتى الجمعة المقبلة بناء على أمر محكمة لتجنب الخطر. وبعدها سيتعين البت فيما إذا كان سيصدر بشأنه مذكرة توقيف.

وبدأت التحقيقات بعد حصول السلطات على معلومات من المحيط الشخصي للمتهم. وتعقبه أفراد من الشرطة الاتحادية في محطة القطارات الرئيسية بهانوفر في حوالي الساعة 5 مساء يوم السبت، ثم اقتيد إلى مركز الشرطة. وقام خبير في إبطال مفعول القنابل بفحص محتويات حقيبته، لكنه لم يجد شيئا خطيرا.

وبحسب بيانات الشرطة الاتحادية، كان المراهق داخل قطار قبل خضوعه للتفتيش في المحطة والتي قامت السلطات بتمشيطها لاحقا. وكانت تصرفات المراهق لافتة للانتباه وترك كيسا به أشياء في المحطة، ثم تم تطويق المنطقة التي تُرك فيها الكيس، لكن لم يكن بداخله سوى ملابس، بحسب بيانات الشرطة.

وقد يواجه المراهق الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والتركية السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات إذا تم تأكيد الادعاءات، بينما أكدت هيئة التحقيق أن قرينة البراءة ما زالت سارية عليه.

ورفضت السلطات الإدلاء بالمزيد من المعلومات في الوقت الحالي بهدف حماية التحقيقات ونظرا لسن المتهم الذي لا يزال قاصرا.