فرنسا تعتبر اعتقال صنصال غير مبرر وغير مقبول
باريس – أكدت الحكومة الفرنسية على لسان وزيري الداخلية والخارجية أن اعتقال الجزائر للكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صلصال أمر "غير مقبول"، مؤكدة في الوقت ذاته أن فرنسا تدين بحمايته باعتباره مواطنا فرنسيا.
واعتبر وزير الخارجية جان نويل بارو الأربعاء أن اعتقال صنصال "غير المبرر وغير مقبول" في موقف سبق أن عبر عنه وزير الداخلية برونو روتايو أمس الثلاثاء.
وقال بارو في تصريحات لقناة 'فرانس إنفو تي في' الإخبارية "لا شيء في أنشطة بوعلام صنصال يعطي صدقية للاتهامات التي أدت إلى سجنه" في الجزائر إثر توقيفه في مطار العاصمة أواسط الشهر الحالي.
كما أعلن أن "خدمات الدولة في الجزائر العاصمة وباريس على السواء في حالة استنفار كامل لمراقبة وضعه والسماح له بنيل الحماية القنصلية".
وقد استجوب المدعي العام لمكافحة الإرهاب في الجزائر العاصمة الكاتب الفرنسي الجزائري وأصدر في حقه مذكرة توقيف، وفق ما أعلن محاميه فرنسوا زيمراي.
وبحسب بيان زيمراي، فإن صنصال "الذي توجه بثقة إلى الجزائر العاصمة، هو اليوم رهن الاحتجاز بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري التي تعاقب مجمل الاعتداءات على أمن الدولة".
واعتُقل الكاتب الفرنسي من أصل جزائري المعروف بمواقفه المنتقدة لقادة الجزائر في مناسبات عدة، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني لدى وصوله إلى وطنه آتيا من فرنسا.
وأكدت وكالة الأنباء الجزائرية الجمعة "توقيف" الكاتب، من دون أن تحدد التاريخ ولا الأسباب.
وبحسب وسائل إعلام عدة، جرى توقيف بوعلام صنصال يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني بمطار الجزائر العاصمة، إثر وصوله من فرنسا.
وفي لقاء مع إذاعة 'فرانس أنفو'، ذكّر روتايو بأن الرئيس امانويل ماكرون عبر عن "قلقه بشأن ذلك"، مشيرا إلى أن صنصال "كاتب كبير وفرنسي أيضا، وبالتالي تدين فرنسا بحمايته".
وقال "أنا على ثقة بأن رئيس الجمهورية سيبذل كل طاقته من أجل إطلاق سراحه"، موضحا في رده على صمت الحكومة الفرنسية طيلة الفترة الماضية التي تلت اعتقال بوعلام صنصال أن "المهم ليس التحدث علنا، بل الحصول على النتائج".
وتابع أنه يعرف شخصيا الكاتب الذي وصفه بـ"العزيز عليه". وقال إنه "تحادث معه منذ أيام قبل اعتقاله".
ويواجه الكاتب الجزائري الفرنسي اتهامات تشمل المساس بوحدة وأمن الجزائر وهي تهم ترقى الى مستوى الخيانة أو الخيانة العظمى على خلفية ادلائه بتصريحات تضمنت معلومات تاريخية عن مسؤولية فرنسا في حقبة الاستعمار عن اقتطاع جزء من الصحراء الشرقية المغربية لصالح الجزائر، مشددا على مغربية الصحراء الشرقية.
ومن المتوقع أن يبحث البرلمان الأوروبي الأربعاء لائحة بشأن اعتقال الجزائر لبوعلام صنصال بطلب من البرلمانية الأوروبية سارة كنافو التي أودعت رسالة بهذا الشأن، على أمل تشكيل جبهة ضغط لدفع السلطات الجزائرية للافراج عن صنصال.