فيدان يحضر لزيارة أردوغان إلى العراق

تحديات عديدة تشكل عبئاً على الطرفين في طريقهما لحل الأزمة على رأسها ملف المياه وتصدير نفط إقليم كردستان ومسألة حزب العمال الكردستاني.

بغداد - بحث وزير الخارجيَّة العراقي فؤاد حسين ونظيره التركي هاكان فيدان الخميس، زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى بغداد وآخر مستجدات مشروع طريق التنميَّة الاستراتيجي، مع تحركات مكثفة من كلا الجانبين مؤخرا لوضع أساس للانطلاق نحو إيجاد حلّ للقضايا الخلافية بين أنقرة وبغداد.

واجتمع وزير الخارجية العراقي مع نظيره التركيّ هاكان فيدان، على هامش أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسيّ الثالث، الذي يُعقد في مدينة أنطاليا وشهد اللقاء بحث العلاقات الثنائيَّة وسُبُل تعزيزها وتنميتها في جميع المجالات، بما يحقق مصالح البلدين الجارين.

وناقش الجانبان الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق، ومشاركة فؤاد حسين في اجتماعات الدورة 161 لمجلس جامعة الدول العربيَّة المُزمعُ عقدها في القاهرة الأسبوع المقبل، فضلاً عن التقدم الحاصل في مشروع طريق التنميَّة ذو الأهميَّة الاستراتيجيَّة للعراق والمنطقة.

ورغم رغبة البلدين المتكررة بإقامة تحالف استراتيجي وحل الخلافات وإيجاد إطار جدّيّ لتنظيم العلاقة الثنائية، إلا أن هناك الكثير من التحديات والتعقيدات تشكل عبئاً على الطرفين في طريقهما لحل الأزمة. فخلال الأشهر الماضية، كانت هناك مباحثات مكثفة بين البلدين لبحث الملفات الخلافية وعلى رأسها ملف المياه وتصدير نفط إقليم كردستان ومسألة حزب العمال الكردستاني.

وسبق أن تحدث فيدان عن المطالب التركية في مؤتمره الصحفي أثناء زيارته الأخيرة إلى بغداد من أجل تعزيز التعاون بين بلاده والعراق، ووجه عدة رسائل تتعلق بضرورة تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب، الذي تعتبره تركيا ممثلا بحزب العمال الكردستاني وتطالب بمنع جعل الأراضي العراقية منطلقا للهجمات ضد تركيا، ووصف فيدان حزب العمال الكردستاني بالعدو المشترك وحذر من تركه يسمم العلاقة بين العراق وتركيا".

ومن شأن التحركات الأخيرة سواء زيارة هاكان فيدان أو رئيس الوزراء العراقي لتركيا في مارس/آذار الماضي أن تمهد لإحياء التعاون الكامل والجدي بين البلدين خاصة مع الآمال التي تضعها الحكومة العراقية في مشروع طريق التنمية ورغبة تركيا في تحسين اقتصادها السيئ من خلال المشاركة بهذا المشروع.

وينظر رجال الأعمال وصناع القرار في العراق إلى مشروع "طريق التنمية"، الذي من المقرر أن يربط الخليج بأوروبا عبر تركيا، باعتباره فرصة واعدة لتعزيز وشائج التاريخ والثقافة المشتركة مع تركيا، وكذلك دعم المصالح المشتركة والمناطق النائية اقتصاديًا.

وشغل مشروع "طريق التنمية" مكانة مهمة في جدول أعمال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته إلى العراق بين 22-24 أغسطس/ آب الماضي، والمحادثات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يومي 9-10 سبتمبر/ أيلول الجاري، في قمة قادة مجموعة العشرين في نيودلهي.

ومؤخرا، كشف العراق عن خطة طموحة لتطوير بنيته التحتية للسكك الحديدية والطرق ليصبح مركز نقل إقليمي يربط بين أوروبا والخليج. وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن مشروع "طريق التنمية" لربط ميناء الفاو الكبير بتركيا وصولا إلى أوروبا، خلال مؤتمر في بغداد مع مسؤولي النقل من دول الجوار.

ويشهد المشروع مشاركة 10 دول إقليمية، وهي: السعودية وتركيا وسوريا والأردن والكويت والبحرين وقطر والإمارات والبحرين وإيران. وقال السوداني إن المشروع البالغ طوله 1200 كيلومتر، والذي يمتد من الحدود مع تركيا في الشمال إلى الخليج في الجنوب، سيكون حجر الزاوية لاقتصاد مستدام لا يعتمد على النفط، ويساهم في التكامل الإقليمي.

ويعتبر أكبر مكسب للاقتصاد العراقي من هذا المشروع هو تطوير قطاع النقل المتهالك، والذي سيجلب معه نهضة في قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة وغيرها من القطاعات التي عانت خلال الأربعين سنة الماضية.

وأكّد وزير الخارجيَّة التركيّ الجمعة، اهتمام بلاده بسُبُل دفع مسار العلاقات الثنائيَّة مع العراق، بما يخدم مصلحة البلدين الجارين والمنطقة، مُعرباً عن شكره لفؤاد حسين، على حضوره للمُشارَكة في المنتدى الذي يعد منصة لنقل الآراء ووجهات نظر دول المنطقة ازاء القضايا الإقليميَّة والدوليَّة.

وشملت اللقاءات بين الجانب الراقي والتركي أيضا من رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الذي يجري زيارة إلى تركيا للمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي.

وتنطلق أعمال المنتدى تحت شعار (إبراز الدبلوماسية في منع الأزمات)، بحضور رؤساء دول ووزراء من أكثر من 100 دولة ويستمر المنتدى لمدة ثلاث ايام من 1 - 3 من شهر آذار/مارس الجاري.

وقالت رئاسة الإقليم في بيان، إن الرئيس نيجيرفان بارزاني سيزور الجمعة مدينة أنطاليا التركية لحضور المنتدى. وأضاف البيان أن رئيس اقليم كردستان سيعقد خلال المنتدى الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام عدة اجتماعات ولقاءات مع عدد من المشاركين ويناقش العلاقات والأوضاع في المنطقة بشكل عام. وسيناقش المشاركون موضوعات الحرب والإرهاب والهجرة و مخاطر وعواقب تغير المناخ والكوارث الطبيعية والعديد من القضايا الأخرى.