
قتال عنيف بين الدعم السريع والجيش في الخرطوم وكردفان
الخرطوم - تتصاعد المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من المحافظات مثل الخرطوم وكردفان وسط قلق دولي من تداعيات استمرار المواجهات على الوضع الإنساني في بلد تدمر بسبب الحرب الأهلية.
ويعتقد أن استمرار الرهان على الحسم العسكري لن يؤدي سوى إلى مزيد من الانقسام والتدمير، في وقت ينهار فيه النظام الصحي وتتعطل سلاسل الإمداد الأساسية، وسط موجات نزوح داخلية وخارجية تهدد استقرار الدول المجاورة. وقد أثبتت التجربة خلال العام الماضي أن أياً من طرفي الصراع غير قادر على تحقيق نصر حاسم، وهو ما يعزز من الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار وفتح مسارات سياسية جادة.
وفي ظل هذا المشهد المعقّد، تبرز الحاجة الملحة إلى تحرك إقليمي ودولي أكثر فاعلية لدعم جهود الوساطة بين الأطراف المتحاربة. ويُجمع المجتمع الدولي على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة السودانيين، ومنع انزلاق البلاد إلى مرحلة انهيار شامل قد تكون له آثار كارثية على القرن الإفريقي بأكمله.
واستهدفت قوات الدعم السريع الخميس القصر الجمهوري في وسط العاصمة السودانية الخرطوم "بقصف مدفعي بعيد المدى"، بحسب مصدر عسكري.
وقال المصدر العسكري إن القصف انطلق من منطقة الصالحة جنوب أم درمان بالخرطوم الكبرى، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية في العاصمة. وكانت قوات الدعم السريع قصفت السبت مقر القيادة العامة للجيش السوداني بقذائف مدفعية بعيدة المدى. وأتى استهداف مواقع تابعة للجيش بعد أسابيع من إعلان الأخير إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم.
وأطلقت القوات السودانية في آذار/مارس عملية واسعة من وسط البلاد أفضت إلى استعادة السيطرة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومواقع حيوية أخرى انتهت بإعلان قائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان "الخرطوم حرة".
وما زالت قوات الدعم السريع تحتفظ بمعاقلها في جنوب وغرب أم درمان التي تنطلق منها هجماتها الأخيرة على الجيش السوداني. وكان قائد تلك القوات محمد حمدان دقلو " حميدتي" تعهد سابقا باستعادة القصر الجمهوري.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة أخرى الخميس، بين الجيش السوداني والدعم السريع في مدينة النهود العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان جنوبي البلاد.
وأفاد شهود عيان أن قوات الدعم هاجمت صباح الخميس، المدينة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة. وذكر الشهود، أن الاشتباكات العنيفة بين الجيش والدعم السريع التي جرت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، دارت داخل المدينة وخاصة في أحيائها الشمالية.
وأشاروا إلى أن سكان المدينة التزموا بيوتهم وخلت الشوارع من المارة، وأن شبكة الاتصالات والانترنت لازالت تعمل بالمدينة.
ونشر جنود من الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وهم داخل مدينة النهود، ويعلنون تصديهم لهجوم من قوات الدعم السريع. ويسيطر الجيش على مدينة النهود التي تحولت إلى عاصمة إدارية مؤقتة لولاية غرب كردفان، بعد أن سيطرت الدعم السريع على عاصمتها الطفولة منذ يوليو/ تموز 2024.
ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في العاصمة الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى في السودان، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.