قصائد عراقية ويمنية على مقام نهاوند مغربي

دار الشعر بمراكش تحتضن فقرة "شعراء بيننا"، التي تنظمها الدار وتنفتح من خلالها على أصوات شعرية من جغرافيات شعرية عربية وكونية.
حضر وجع الوطن والمنفى، وخطت القصائد شجنا إنسانيا فياضا 
لحظة شعرية حوارية مع تجارب إبداعية للاقتراب من عوالمها التخييلية وأفق كتابتها

مراكش (المغرب) ـ احتضن مقر دار الشعر بمراكش (المركز الثقافي الداوديات)، عصر الأربعاء، لحظة شعرية بميسم عربي. فقرة "شعراء بيننا"، والتي تنظمها الدار، شهر فبراير/شباط من كل سنة وتنفتح من خلالها على أصوات شعرية من جغرافيات شعرية عربية وكونية، شكلت لحظة عربية بامتياز. الشاعر العراقي عبدالباقي فرج والشاعر اليمني عماد البريهي والفنان المغربي محسن الحمين، استطاعوا أن ينسجوا لحظة شعرية وفنية، حيث حضر وجع الوطن والمنفى، وخطت القصائد شجنا إنسانيا فياضا يستشرف كوة الأمل في الأفق.
"شعراء بيننا"، لحظة شعرية حوارية مع تجارب إبداعية للاقتراب من عوالمها التخييلية وأفق كتابتها، سواء تجارب عربية تقيم بيننا أو إشراقات مغربية مقيمة في المهجر. وهي أقرب إلى منتدى حواري مفتوح، تساهم، من خلاله دار الشعر بمراكش، في خلق وشائج التقارب والحوار الشعري الخلاق بين المنجز الشعري المغربي وجغرافيات شعرية عربية وكونية.
في لحظة شعرية عربية، نسج الشاعر العراقي عبدالباقي فرج بعضا من الوجع العراقي، وخط الشاعر اليمني عماد البريهي شجنا خاصا كما "يليق بفيلسوف خذلته الحقيقة"، في حين ظل الفنان محسن الحيمن يكتب، عبر آلة الكمان، مقاما مغربيا أتمم تفاصيله جمهور دار الشعر بمراكش، الذي جاء محملا بـ"نوافذ الأمل" ليؤثث تفاصيل لحظة شعرية بامتياز.
الشاعر العراقي عبدالباقي فرج (مواليد البصرة)، هذا المسار الشعري الغني ("الإزار"/1993، "شرفات لا تطلّ على القلب"/1995، "ذلك البياض"/ 2006، "قصائد آدم العراقي"/2010، "في مديح الخسارة"/2013، "سماء تمتد"/2018..، "سعادة المتوحّد"/2021)، أطل من خلال لسان آدم العراقي، ليعيد جمهور دار الشعر بمراكش، إلى لحظة إنسانية مليئة بالوجع وانجراحات المنفى: 
"بلادي العائمة في الشعر/مَنْ أفسد القصيدة/بلادي العائمة في صفحات التاريخ/مَنْ ثقبَ القارب/بلادي العائمة في الدم/مَنْ شحذَ السكين/بلادي العائمة في البترول/مَنْ أشعلَ عود الثقاب..".

وشارك الشاعر اليمني عماد البريهي (مواليد تعز)، والذي يحتفظ بخزانة أشعاره للمستقبل، مخطوطات "كفيلسوفٍ خذلته الحقيقة"، "سفر الروح"، "اللهب العاري من الجهات"، "خارج الظل"، ليقوم بسفر مجازي بين قصائده. من تجاربه الأولى (القصيدة العمودية)، انتهاء بشجن يمني ولحظة حب: "في الظل"
يا أنتَ لمـلمْ خـطـى الغاوين مبتسما  
بكفّك العـذبِ واعصــرْ للـرؤى سِحْـرا
واخلعْ قميصَ المآسي من حياةِ أبي  
لا قصةٌ في طـريقي تُشبــهُ الأخــرى
وقلْ لقلبيْ غـداةً إن مررتَ به:  
سبحانَ من لكَ أوحى الشعـر أو أسرى !
تسعى فقرة "شعراء بيننا"، إلى انفتاح بليغ على المنجز الشعري العربي في مختلف تجاربه وحساسياته، وأيضا لمزيد من تقريب الوعي بهذا المنجز الإبداعي وبأشكاله ومثونه الإبداعية. ودائما في ظل حرص دار الشعر بمراكش على تجسير التباعد الاجتماعي، بين الشعراء والنقاد والفنانين والمتلقي شعريا، وحيث يكتب الشعراء، في "دارهم"، "إرادتهم" في ترسيخ قيم الشعر الإنسانية.