قصف سوري مكثف على ريف ادلب ردا على هجمات 'النصرة'

اشتباكات عنيفة بين الجيش مع خلايا تنظيم داعش في البادية الشرقية بتغطية نارية من الطيران الحربي السوري والروسي المشترك.

دمشق – شهدت منطقة ريف حلب الغربي قصفا متبادلا بين فصائل المعارضة والجيش السوري الخميس، فيما استهدفت المدفعية محيط إحدى النقاط التركية في نفس المنطقة، ونسبها إلى مجهولين فيما يستغل عناصر من داعش الفوضى للقيام بهجمات على الجنود.

ورد الجيش السوري بمدفعيته الثقيلة وصواريخه، على اعتداءات الفصائل الموالية لتركيا في ريف ادلب الجنوبي من منطقة خفض التصعيد، مع تزايد عدد الهجمات العسكرية، من مسلحين مجهولين، ضد القواعد العسكرية ونقاط المراقبة التركية في إدلب.

وينشط تنظيم داعش في استهداف نقاط تابعة لجهات عدة أو حافلات تقل جنودا أو موظفين عامين خصوصا في منطقة البادية المترامية الأطراف والتي انكفأ إليها مقاتلو التنظيم بعد دحرهم من آخر مناطق سيطرتهم في شرق سوريا.

وقالت وزارة الدفاع في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن "وحدات من القوات المسلحة السورية العاملة على اتجاه ريف حلب الغربي تصدت لهجوم نفذته المجموعات الإرهابية المسلحة على بعض النقاط العسكرية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم، وتم سحب جثث عدد منهم".

وأضافت الوزارة إن القوات المسلحة العاملة على الاتجاه ذاته أسقطت أيضاً سبع طائرات مسيرة مفخخة حاولت الاعتداء على بعض المواقع العسكرية السورية.

وذكرت المصادر أن الجيش السوري استهدف مواقع لـ"جبهة النصرة" في ريف إدلب الجنوبي، وفي معارة النعسان بريف إدلب الشمالي الشرقي. وأوضح أن نيران الجيش طالت مقرات وتجمعات "النصرة" وحققت فيها إصابات مباشرة.

ولفتت أن المجموعات الموالية لـ"النصرة"، اعتدت فجر الأربعاء بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية في محوري كوكبة والملاجة بريف إدلب الجنوبي اقتصرت أضرارها على الماديات، وقابلها الجيش بغزارة نارية أحرقت مواقع "الإرهابيين".

وفي البادية الشرقية، خاضت وحدات من الجيش اشتباكات ضارية مع خلايا تنظيم داعش بتغطية نارية من الطيران الحربي السوري والروسي المشترك.

وأسفرت الاشتباكات العنيفة مع التنظيم في باديتي تدمر بريف حمص الشرقي والرصافة في بادية الرقة، عن مقتل العديد من مقاتلي التنظيم ومقتل عنصر من الجيش، في حين واصل الطيران الحربي السوري والروسي المشترك شن غاراته على مخابئ التنظيم في عمق البادية.

وسجل الشهر الجاري أربع هجمات ضد وجود القوات التركية في إدلب، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الجنود الأتراك، ودفعتهم إلى اتخاذ إجراءات احترازية وتكثيف مراقبة وحماية نقاطهم وقواعدهم العسكرية بمؤازرة من الفصائل التابعة لإدارة الرئيس التركي رجب أردوغان في المحافظة، وفي منطقة "خفض التصعيد" بشكل عام خشية من تكرار الاستهدافات.

وأفادت مصادر محلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، أن مسلحين مجهولين تقلهم دراجة نارية أطلقوا قذائف "آر بي جي" باتجاه القاعدة العسكرية للجيش التركي في بلدة بليون، وهو الاستهداف الثاني للقاعدة ذاتها منذ  3 مايو/أيار الماضي وبالطريقة ذاتها.

وأكدت أن إحدى القذائف سقطت داخل القاعدة التركية وحققت إصابة مباشرة في أحد المباني الذي يؤوي الجنود الأتراك، ورجحت سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم نقلتهم سيارات الإسعاف التي هرعت إلى المكان، إلى أحد المشافي الميدانية القريبة.

وفرض الجيش التركي فرض طوقاً عسكرياً حول القاعدة المستهدفة في بليون، بدعم من فصائل "فيلق الشام"، المسؤولة عن حماية تعزيزات الجيش التركي التي تدخل إلى إدلب من معبر كفرلوسين الحدودي مع تركيا إلى "خفض التصعيد".

ولفتت المصادر إلى أن مسلحي " النصرة" استنفروا وشنوا حملة تفتيش في البلدة والقرى المجاورة بحثاً عن منفذي الهجوم الذين استطاعوا الهرب والتخفي من دون اقتفاء أثرهم.

وشن مسلحون مجهولون، الشهر الجاري هجوماً بقذائف الهاون على نقطة المراقبة للجيش التركي قرب بلدة الرويحة شرق جبل الزاوية.

ومع تصاعد التوتر في المنطقة وشدة المعارك، يبدو أن هناك ميل لدى بعض الفصائل في المعارضة إلى إجراء تسوية مع دمشق، فقد أفاد مصدر خاص من مركز التسوية والمصالحات في مدينة خان شيخون بإدلب شمال غربي سوريا، الخميس، إن معارضين موالين لتركيا يستعدون لإجراء تسوية مع الحكومة السورية.