قطر تتهّم نتنياهو بالمماطلة لإطالة أمد الحرب

الدوحة تعتبر أن تصريحات نتنياهو التي طالبها فيها بالضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن تأتي في سياق الهروب من أزماته السياسية والشخصية.

الدوحة - انتقدت قطر اليوم الاثنين تعليقات لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو طالبها فيها بالضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن، معتبرة أنه يهدف إلى الهروب من أزماته السياسية والشخصية.

وقال ماجد الأنصاري المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في بيان على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي التي يطالب فيها قطر بالضغط على حماس للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين ليست إلا محاولة جديدة منه للمماطلة وإطالة أمد الحرب لأسباب باتت مكشوفة للجميع".

وأوضح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مطلع الأسبوع "أن نمط المفاوضات التي جرت مؤخرا للتوصل إلى اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار في غزة "لم يكن واعدا حقا"..

وتابع أنه "لا يستطيع الخوض في تفاصيل المفاوضات، لكن كما هو الحال مع الاتفاقات السابقة يوجد عنصران هما الأوضاع الإنسانية في غزة وعدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس".

وأكد الأنصاري أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرف جيدا أن قطر كانت ملتزمة منذ اليوم الأول بجهود الوساطة وإنهاء الأزمة وتحرير الرهائن".
وأكد أن "الدليل على ذلك يتمثل في الهدنة الإنسانية التي حررت 109 من الرهائن وأثبتت أن التفاوض والتوصل إلى اتفاق هو الحل الوحيد لإعادة الرهائن وإنهاء التصعيد وضمان أمن المنطقة".
وفي السياق رفض الأنصاري "الاتهامات الخاوية التي ساقها رئيس الوزراء الإسرائيلي حول الجهود القطرية في إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة وصوّرها وكأنها تمويل لحركة حماس".
وأكد أن تلك المساعدات "كانت، كما هو معلوم له، تتم بالتنسيق الكامل مع إسرائيل والولايات المتحدة ومصر والأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية".
وشدد على أن "قطر ماضية في جهود الوساطة وعدم الالتفات للمهاترات والتصريحات التي لا يمكن أن نفهمها إلا في سياق الهروب من الأزمات السياسية الشخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي".
وأضاف "نطالبه بالتركيز على مسار المفاوضات بما يخدم أمن المنطقة وينهي المأساة المستمرة باستمرار الحرب عوضاً عن إصدار مثل هذه التصريحات كلما تناسب ذلك مع أجندته السياسية الضيقة".
ومؤخرا قال نتنياهو بحسب تسجيل مسرب بثته القناة "12" العبرية إنه لم يشكر قطر علنا لأنها "لم تمارس مزيدا من الضغوط على حماس"، واصفا قيام الدوحة بدور الوساطة في صفقة التبادل مع حماس بأنه "يمثل إشكالية".
وتلعب قطر دورا محوريا إلى جانب مصر والولايات المتحدة في التوصل إلى صفقة جدية بين "حماس" وإسرائيل، تشمل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى.

ومارس نتنياهو خلال الآونة الأخيرة ضغوطا على قطر للضغط على حركة حماس،  مقللا من جهود الدوحة التي تقود مفاوضات للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. 

وفي 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي انتهت هدنة مؤقتة بين حماس وإسرائيل أنجزت بوساطة قطرية مصرية أميركية واستمرت 7 أيام جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وتقدر إسرائيل وجود حوالي 136 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.
ودخلت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة شهرها الخامس، مسفرة عن عشرات الآلاف من القتلى معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة أبرزها المجاعة وتدمير البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية وهو الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.