قطر تتوسع اقتصاديا في العراق من بوابة الطاقة

بغداد - أعلنت وزارة الكهرباء العراقية عن انطلاق مباحثات مع قطر تتعلق بتوريد الغاز إلى بغداد وتأهيل حقول النفط وتبادل الخبرات في المجال، في خطوة أولى تأتي تنفيذا لإعلان النوايا المشترك الموقّع مؤخرا بين البلدين.

وأفاد أحمد موسى المتحدث باسم الوزارة السبت بأن "الاتفاق على تصدير الغاز القطري إلى العراق تم إحالته بحسب قرار من مجلس الوزارة إلى وزارة النفط، باعتبارها الجهة القطاعية المعنية بتوريد الغاز"، وفق وكالة الأنباء العراقية "واع".

وتابع أن "الدوحة عضو بهيئة الربط الخليجي واتفاقها مع العراق بشأن ملف الغاز يتضمن تأهيل الحقول وعقد شراكات لتبادل الخبرات والاستعانة كذلك بالخبرة القطرية في هذا الملف بموجب إعلان النوايا الموقع بين البلدين".

وتوّجت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العراق الأسبوع الماضي بتوقع إعلان نوايا مشترك تضمن حزمة من الاتفاقيات في عديد المجالات من بينها الطاقة والنقل الجوي والبري والاستثمار والتجارة الخارجية.

وأشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مؤتمر صحفي عقده مع الشيخ تميم إلى أن العراق يملك احتياطيا نفطيا يصل إلى 145 مليار برميل، لافتا إلى أن الدوحة مثال رائد في كيفية الحفاظ على صناعة مستدامة في الطاقة.

بدوره أعلن أمير قطر عن استعداد بلاده لاستثمار خمسة مليارات دولار في عدد من القطاعات في العراق خلال السنوات القادمة.

وأعلنت شركة "أورباكون" القابضة القطرية نهاية الأسبوع الماضي عن توقيع اتفاقية مع الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق تتعلق بإنشاء وتطوير محطتين لتوليد الكهرباء في العراق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وأفادت الشركة في بيان بأن المشروع يهدف إلى إقامة محطتين لإنتاج الكهرباء بطاقة إنتاجية تصل إلى 2400 ميغاواط وبكلفة إجمالية تبلغ 2.5 مليار دولار، موضحة أن فترة الإنجاز تمتد على 25 عاما.

ويكثف العراق من مساعيه عبر الدخول في شراكات مع عدد من الدول لإعادة بناء بنيته التحتية الكهربائية المتهالكة بفعل الحروب والأعمال التخريبية وتعتبر قطر شريكا هاما بالنسبة إلى بغداد.

ويشهد العراق أزمة نقص في الكهرباء منذ عقود، إذ لا يتجاوز إنتاج الطاقة الكهربائية 19 ألف ميغاوات في حين يفوق الاحتياج الفعلي 30 ألف ميغاوات، وفق بيانات رسمية.

وكثيرا ما تظاهر العراقيون محتجين على تكرار الانقطاعات الكهربائية، فيما تتفاقم الأزمة في فصل الصيف، إذ تسجل بعض محافظات البلاد درجات حرارة تتجاوز الخمسين درجة مئوية. 

وسبق أن أعدت السلطات العراقية مخططا لبناء 8 مفاعلات طاقة نووية بحلول العام 2030 لإنتاج 8 آلاف ميغاواط شهريا من الكهرباء، أي ما يعادل 25 في المئة من احتياجات البلاد.